الكل ,ومن دون استثناء ,يعمل من أجل جيبه ومصلحته الخاصة فقط ,الا من رحم ربك ,ولا يهمه إذا احترقت موريتانيا بعد ذلك أو ابتلعها الطوفان ,هذه هي الحقيقة والقاعدة العامة التي تسود في المجتمع ,مع الاسف الشديد.
ولكي نعطي الادلة على هذا الاتهام الذي وجهناه ـ عن قصد ـ للجميع ,نورد أمثلة يعرفها الكل ,ويشهد لها القاصي والداني.
فلو كنت تقود سيارة على إحدى الطرق ولديك عشر مخالفات ,يجب أن تدفع للخزينة العامة عنها مبلغ 10 آلاف أوقية ,فإن الشخص المسؤول عن تحرير تلك المخالفات يفضل أن تعطيه 500 أوقية يضعها في جيبه ولا يهمه إن ظلت الخزينة فارغة أو ممتلئة.
وهذا ينطبق على الضرائب والجمارك وغيرها من القطاعات ,فموظف الضرائب يفضل أن يستلم 2000 اوقية من صاحب المحل على أن يدفع للخزينة العامة مبلغ 20000 أوقية.
وهذا ما فعله الموظف في مديرية الامتحانات حين سرب نتائج البكالوريا لموقع أجنبي مقابل حصوله على 1000 دولار أمريكي ,كما يفعل الجميع ,ولا يهمه بعد ذلك أن تتلطخ سمعة قطاع التهذيب بكامله أويلحق به الاذى.
وبهذا المنطق فإن هذا الموظف الخائن للأمانة هو في الحقيقة كغيره "مواطن شريف" لم يفعل الا كما يفعل الآخرون.
رأي (الجواهر)