نشأت القيلولة في إسبانيا، وازدادت شعبيتها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليونان وإيطاليا والفلبين.
وكانت القيلولة وسيلة للعمال الإسبان للاستراحة بعد الظهر، عندما تكون الشمس في أشد درجات الحرارة.
واعترفت ورقة بحثية نُشرت في المجلة الطبية BMJ، بأن "أثر القيلولة على الصحة طُعن فيه بشدة".
وقرر الباحثون التحقيق في العلاقة بين معدل تكرار القيلولة، ومتوسط مدتها، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة وغير المميتة.
وشملت الدراسة 3462 مقيما اختيروا عشوائيا في لوزان، سويسرا، تتراوح أعمارهم بين 35 و 75 عاما.
وأجري أول فحص للمشاركين بين عامي 2009 و2012، وبعد ذلك، رُصدت صحتهم لمدة 5 سنوات في المتوسط.
وفي عام 2014، قال أكثر من نصف المشاركين (58%)، إنهم لم يمارسوا القيلولة خلال فترة الفحص. وفي نفس الفترة، قال زهاء واحد من كل خمسة (19%) إنهم أخذوا قيلولة أو قيلولتين.
وكشف واحد من كل 10 أشخاص (12%) أنهم أخذوا 3 إلى خمس قيلولات، بينما قال 11% إنهم أخذوا قيلولة كل يوم تقريبا.
ويميل الأشخاص، الذين اعتادوا على القيلولة بشكل متكرر، إلى أن يكونوا أكبر سنا وذكورا ومدخنين، وبدناء وينامون لفترة أطول في الليل.
وخلال فترة المراقبة، كان هناك 155 حالة قلبية تراوحت بين المميتة وغير المميتة.
ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين أخذوا قيلولة مرة واحدة فقط أو مرتين في الأسبوع، شهدوا انخفاضا بنسبة 48% في خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب، مقارنة بغيرهم.
وثبت أن هذا الارتباط صحيح بغض النظر عن عوامل أخرى، مثل العمر ومدة النوم ليلا وارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.
ولم يؤثر طول القيلولة - التي تتراوح من خمس دقائق إلى ساعة إضافية - على إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وكشف فريق البحث أن دراسة القيلولة مجال صعب ولكنه واعد، مع احتمال أن تكون لها آثار مهمة على الصحة العامة.
وتزعم MayoClinic أن القيلولة لها فوائد مختلفة، مثل: الاسترخاء وتقليل التعب وزيادة اليقظة وتحسين المزاج.
ومع ذلك، توصي بإبقاء القيلولة لمدة 20 دقيقة أو أقل، وقبل الساعة 3 مساء، حتى لا تعبث بأنماط النوم في المساء.
المصدر: إكسبريس
كما أن القيلولة سنة نبوية سبق الاسلام بها العالم بأسره :
فالقيلولة من السنن النبوية التي هجرها الناس مع كثرة مشاغل الحياة وازدحام الأعمال، فإذا كانت هناك دعوة عالمية لأخذ القيلولة لفوائدها الصحية، فإننا كمسلمين نأخذ القيلولة اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وابتغاءً للأجر من عند الله بتطبيق السنة النبوية.
أخرج ابن ماجه بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة))، وفي صحيح البخار ي عن أنس بن مالك قال: "كنا نبكر بالجمعة، ونقيل بعد الجمعة".
وقد كان الصحابة يحرصون على وقت القيلولة حرصًا شديدًا، وهذا ما يظهر من حكاية خصام علي مع فاطمة، والحديث أخرجه البخاري عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة فلم يجد عليًّا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج، فلم يَقل: (ينام القيلولة) عندي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان: انظر أين هو، فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - َيَمسحه عنه ويقول: ((قُم أبا تراب، قُم أبا تراب)).