تصوروا لو أن مليونيرا ضاع في الصحراء ,كم من الجيوش ستستنفر وكم من المروحيات ستستأجر؟
تصوروا لو أن ابن رئيس ضاع أو ابن وزير ضاع او ابن قائد أركان ضاع ...تصوروا واحسبوا من سيتخلف عن البحث عنهم؟..لا أحد .
لقد عشنا في مدينة النعمة مأساة حقيقية دامت أسبوعا كاملا ...نساء ضعيفات ورجال بلا إمكانات واصلوا البحث عن المرحوم باب ولد حمادي اسبوعا كاملا ,وما من معين...
تقاعست الدولة عنه ,لسبب بسيط ,فقط لأنه ضعيف ومريض ومسالم ولم يؤذ أحدا.
أسبوع كامل ونحن نبحث عنه ونوجه النداءات ,وما من معين ولا مجيب .
اليوم ,وعلي بعد سبع كيلومترات فقط من مدينة النعمة ,وجد الرجل المسكين ميتا في الصحراء منذ خمسة أيام ,يفترش التراب ويلتحف الشمس بجثته الضعيفة.
حُق لباب أن يبكي بالدم بدل الدموع ,لأنه ضعيف ووحيد ومن دون أب او أم.
حق له أن يعتذر لأسرته وأهله من دولة تخلت عنه ولم تتكلف عناء البحث عنه في محيط لا يتجاوز ٧ كيلومترات
هكذا يموت الضعفاء عندنا
هكذا يموت الفقراء
هكذا يموت الطيبون
والعناية الإلهية وحدها هي التي حمت المرحوم من أن تأكله الذئاب او تنهش جثته الكلاب.
إنه يوم حزين حقا بالنسبة لأسرته الصغيرة وبالنسبة لكل ذي قلب ينبض بالرحمة والشفقة
انا لله وانا اليه راجعون.
أنباء الشرق