فوا عجبي من أشخاص يبذلون الغالي والنفيس ,ويقاتلون قتال الابطال من أجل الوصول إلى مناصب تسهل عليهم عمليات الغش والاحتيال ,لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ,ولا يهمهم إن كان احتيالهم سيؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل ,أو إعطاء حق لمن لا يستحقه ,زورا وبهتانا.
هذا حال الكثير من مَن يتولون مسؤولية عمومية أو خصوصية , كما هو حال بعض زملائنا العاملين في لجنة صندوق دعم الصحافة الخاصة ,مع الاسف الشديد.
إن أغلب مَن تحق لهم الاستفادة الرمزية من صندوق دعم الصحافة يعلمون علم اليقين أن الصندوق شبه مختطف من قِبل البعض منذ سنوات ,ولأسباب غير مفهومة يسكت الآخرون ,إما تواطؤا وتمالؤا ,أو رضىً بما يفعل المختَطِفون ,أو أنهم مغلوبون على أمرهم , وعلى صدق كل الاحتمالات أو بعضها فإن الجميع يعتبر مشاركا في الاثم والعدوان والمعصية ,سواء سكت عن حسن نية أو عن سوئها.
وبناء على ما تقدم ,فإننا نرجو ونأمل من اللجنة الحالية أن تكون مختلفة في أدائها وتسييرها عن اللجان السابقة ,وخاصة في السنتين أو الثلاثة الماضية ,حيث أهلكت الحرث والنسل ,ولو قُدر أن تحقيقا شفافا جرى ,لكشف عن عشرات المواقع والصحف الوهمية التي أخذت نصيب الاسد من ميزانية الصندوق ,دون أن يكون لها وجود على أرض الواقع ,وتلك أمور باتت معروفة للجميع.
والامر المؤكد هو : أن الجميع متضرر ,سواء مَن أخذ ما لا يستحق ,أو مَن أخذ أقل مما يستحق , أو مَن أعطى حقا بغير وجه حق ,أو منع صاحب حق حقه.
{وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم}
رأي (الجواهــــــــــر)