لا أحد يجادل بأن الموت نهاية كل حي ,وأن كل مولود ميت بطبيعة الحال ,وكل نفس ذائقة الموت ,هذه أمور مسلمات يعرفها الجميع ,لكن كل ذلك لا يمنع من وجود أسباب غير طبيعية أحيانا وملفتة للانتباه تطرح تساؤلات مشروعة حول بعض الوفيات التي تحدث في ظروف غامضة ,كما يحدث هذه الايام والتي قبلها في شركة "تازيازت موريتانيا" لاستخراج الذهب.
فقد تكررت حوادث الموت بين عمال هذه الشركة وبصورة مفاجئة ,مثل ما وقع قبل يومين على سبيل المثال مع المرحوم محمد جارا وقبله المرحوم حمود ,حيث توفيا أثناء النوم في غرفتيهما ,مما ولّد مخاوف الكثير من العمال خشية أن تكون الوفيات ناتجة عن المواد السامة التي تصاحب استخراج الذهب عادة وتتسرب بشكل بطيء إلى جسم العامل دون الشعور بأية أعراض ,وفي النهاية تقضي على حياته.
إن مادتي "السيانيد والزئبق" المستخدمتين في تنقية الذهب هما من أخطر المواد سُمّية وأشدها فتكا ,ويجب على مَن تضطره الظروف للتعامل معهما أخذ الحيطة والحظر واستعمال الادوات المُحصِّنة التي تقيه من تسربهما إلى جسده ,كما أن على الشركة المعنية العمل على سلامة جميع عمالها وموظفيها.
وبناء عليه فإننا ـ ومن هذا المنبر ـ نطالب السلطات المختصة بالعمل على حماية أرواح المواطنين والمحافظة على سلامتهم وإلزام شركات التعدين بتوفير كافة الظروف الصحية والبيئية الجيدة للعاملين بها.
افتتاحية (الجواهـــــر)