يكثر السؤال عن توبة المنتحر واستغفاره قبل إقدامه على إزهاق روحه هل يقبل منه أم يرد عليه باعتباره من مَن ورد فيهم قول الله تعالى : ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)) 
تلك مسألة يترك للعلماء وحدهم حق الإجابة عنها. 

نورد هذا الكلام بعد الحديث عن العثور على وصية كتبها عالي ولد أعميرات قبل أن يقدم على الانتحار، موجهة إلى أخيه محمد ووالده وجميع أسرته.

والوصية مكتوبة في وجهين وربع وجه من الورق المتوسط، بخط واضح وبقلم أخضر.. بدأ عالي وصيته بمقدمة إمام واعظ بشكر الله على نعمه التي أنعم بها عليه،والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وضمن مقدمة الوصية مجموعة من الأحاديث منها حديث الرسول لابنته فاطمة والذي يقول فيه أنه لا يعني عنها من الله، حديث "لا فضل للعربي على أعجمي ، ولا لأعجمي على عربي إلا بتقوى الله..."ويعزز الحديث بالآية الكريمة "... يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .....إلى آخر الآية".وفي صدر الوصية ينهى عن الغرور،  والاعتماد على غير الله... حيث يقول مخاطبا أسرته:"فلايغرنكم أن يقولوا: "توليت أهل فلان.." حيث لاتغني القرابة عن الله شيئا. .

ويؤكد عالي في الوصية أنه لم يبحث عن عمل.. وعلى إعلان توبته، وأنه أقدم على هذا العمل ليخرج من هذا العالم الدنيوي إلى الآخرة لعل الله يغفر له ذنوبه . . كما يكشف لأسرته عن أنه اشترى المسدس الذي قرر أن ينتحربه بمبلغ 85000 اوقية وقد كتبها(850000 ) حسب ماهو مثبت في الوصية حسب مصدر الحوادث .. وترك عالي رقم هاتف شخص عرض عليهم أن يحصلوا عليه في حالة رغبوا في بيع المسدس.