الطريقة الغزوانية للوصول إلى السلطة(ج15)

أحد, 08/11/2020 - 15:27

32 – القلم

عند نزار معدن الكبريت؛ لديه كاريزما الشاعر، ولديه كاريزما القصيدة، والفرق بينهما كبير.

وعند أحمدو ولد عبد القادر من الفتوة، والحظوة لدى المجتمع، والقبول، ما زاد من شحنة كاريزما الشاعر لديه، وزادت مبادئ النضال فى فلسطين، لديه من كاريزما القصيدة. “في الجماهير تكمن المعجزات” التي ذاع صيتها، وطارت بها الجن إلى فلسطين، ليست هي أجمل قصائده.

 كما أن لجنة التحكيم فى أمير الشعراء، وجدت فى قصيدة “سارق النار” لولد الطالب طعما، لم تذقه فى بقية القصائد.

لم تتمكن أي من الحركات السياسية فى موريتانيا من بناء رمزية تضاهي رمزية سميدع فى النضال.

أما الغناء، فعند أم كلثوم، وفي ذلك السحر الكامن فى صوت فيروز.

وفى غناء سيداتي ولد آب سر غامض، ورثته ابنته ديمي، ونجده اليوم فى صوت أختها كرمي. وفي قصيدة “رفاق الظاعنين متى الورود .. وذياك العذيب وذا جرود” للثنائي سدوم وديمي، عذوبة عجيبة.

كاريزما العلم عند بداه ولد البوصيري، وكان هو الأمير، وعند انَّ ولد الصفي، وحمدا ولد التاه. أما كاريزما عدود فمن النوع الذي يكبر حجمه حتى يتجاوز حدود الوطن، وتسير به الركبان شرقا وغربا، كالذي عند ولد اتلاميد، وأبناء ميابة. كاريزما عدود هي التي يرث اليوم، ابن اخته محمد الحسن ولد الددو، منها نصيبا.

رأينا بيل كيت، مالك مايكروسوفت، يلبس دراعة من “أزبي” للتصوير مع نجل عبد الله ولد بيه، كما أن كتاب ولد صلاحي، حقق نجاحا منقطع النظير، يتجاوز حجم بلاده.

الأطراف المتنازعة فى السودان منحت ثقتها لمحمد الحسن ولد لبات حين آنست فيه، سر القدرة على النجاح، فى توقيع السلام. كما أن الأطراف المتنازعة – قبل ذلك – فى الصومال، منحت ثقتها لأحمدو ولد عبد الله، تحت صوت الرصاص.

سألت ولد لبات عندما كتب مقالا سياسيا عن الوضع السائد أيام الفترة الانتقالية 2006، ولم يذكر فيه ولد الددو من قادة الإسلامين، وكان قد ذكر جميل ولد منصور والمختار ولد محمد موسى، قلت له : أنت لم تذكر ولد الددو، هل نسيته ؟ – قال لي :”لا، لم أنسه، لكن لا أريد أن أُسَيسه”، قلت : “كيف ذلك، وهو المرجعية الأولى للإخوان المسلمين فى موريتانيا ؟ قال : “هو عالم، والعلماء أكبر عندي، وأرفع مقاما، من أن أزج بهم فى أمور السياسة.”

33 – العقدة

عقدة الرئيس من سلفه أو خلفه، لا تتعلق بالأشخاص، وإنما تتعلق بطبيعة السلطة، وتعاقب الأجيال على الممارسة الفعلية لها.

عندما سئل ولد عبد العزيز عن الدور الذي ينوي أن يلعبه بعد مغادرته القصر، قال إنه سيكون مواطنا بسيطا يمارس نشاطه بشكل عادي؛ إلا أن صديقه رئيس. لا يدرك حينها أن المشاعر الطيبة، وقيم الصداقة والوفاء، لا تصمد طويلا أمام الإكراهات الجسيمة للممارسة الفعلية للحكم، رغم كونه جرب الأمر بنفسه مع غيره مرات عديدة. 

جربه مرة مع ولد الطايع، ومع ولد محمد فال مرتين، ومع ولد الشيخ عبد الله مرة أخرى، وفي المجال الخاص مع ولد بوعماتو، وأخيرا مع ولد الغزواني. وكان من المفترض أن يستفيد من الدرس، وأن ينتج مناعة قوية ضد أمراض القصر : عمى الألوان، وعقدة القائد من السيد، وتضخم الأنا، والكوريدا، والسيرك ..

أما سر اللون الأحمر، فهو السر الوحيد الذي لا يستطيع الثور تبليغه لبقية الثيران؛ لأن الثور لا يخرج من الكوريدا حيا، حتى يقول لهم : “ويحكم لا تقربوا تلك الراية الحمراء، فإنها خديعة”.

كما أن ولد الغزواني اليوم، لا يستطيع البوح بسر اللون الأحمر لمن يخلفه، من القادة العسكريين الذين يطمحون للوصول للسلطة – قبل انقضاء “المأمورية الثالثة” التي نحن فيها الآن، لأن خلفه ولد عبد العزيز، لم يكتشف السر، إلا بعد فوات الأوان.

34 – السر
يتبع إن شاء الله.....

عن/ ريم فييد
لقراءة ما فاتكم ،يرجى الضغط هنا

       

بحث