الطريقة الغزوانية للوصول إلى السلطة(ج14)

أحد, 01/11/2020 - 14:10

30 – الغاز

كنت قد سألت – أياما قليلة بعد اكتشاف الغاز – صديقا لي خبيرا بالشأن السياسي، وهو من أهل النباهة والظرافة. سألته عن اسم الرئيس الذي سيخلف ولد عبد العزيز؛ قال لي إنه سأل صديقا له آخر، قال له ، إنه وجد اسم الرئيس باستخدام خلطة من سر الحرف، لكنه لجأ فيها إلى خلط الحروف الفرنسية بالحسانية هي : “نحن نحب الغاز gaz”، ونعبر عن الحب بكلمة “وني wenni ” ليصبح الحل هو Gazwenni  أي “غاز” + “وني” ويكون اسم الرئيس القادم هو غزواني.

كنا نظنه حينها ولد باية أو ولد محمد لغظف، لكن الخلطة السحرية كانت صادقة.

 واضح أن الخلطة العجيبة هذه تستقيم دون الحاجة إلى اللغة الفرنسية، إلا أن أمور السياسة فى موريتانيا، لا تصلح إلا بها.

خلطة تحتاج إلى تفسير مثل تفسير الأحلام: كان يريد أن يقول إن المخابرات التي يكنى عنها بسر الحرف، حصلت على معلومات مفادها أن فرنسا تنوي دعم ولد الغزواني من أجل الوصول إلى السلطة، وذلك لحماية مصالحها المتعلقة بالغاز، ولو تطلب الأمر تدخلا آخر، مثل تدخلها فى قلب نظام ولد هيدالة.

وهذا التفسير يستند إلى خلطة أخرى، فرنسية صرفة تستخدم المؤنث بدل المذكر : le gaz، la gaz ، la gaze،La Case ، وهو اسم الفرنسي الذي هندس انقلاب معاوية على ولد هيدالة. وفرنسا هي التي دعمت غزواني، حين رأت فيه أنه هو وحده القادر على تسلم السلطة من عزيز، دون الحاجة إلى ضجيج القوة العسكرية.

31 – اللون

تربع مسعود ولد بلخير زمنا طويلا على كبريت اللون الأسود فى المعارضة، وزاحمه عليها بيجل ولد هميد، وعندما ظهر بيرام فى عهد ولد عبد العزيز أخذ منهم السر. فالأولان حاولا إضافة شيء من اللون الأبيض لتلك الكاريزما القوية السوداء، فجاءت كاريزماؤهم زرقاء ضعيفة. وفقدا أيضا جزءا كبيرا من كبريت المعارضة عندما سلكا طريق القرب من النظام. وها هو بيرام يفقدها شيئا فشيئا، بسلوك الطريق نفسه.

فرط مسعود فى رمزية الصمود والمعارضة، عندما قرر دعم مرشح النظام فى الدور الثاني من انتخابات 2007، مقابل منصب رئيس البرلمان. وكان قراره ذلك هو الذي حسم النتيجة فى الدور الثاني.

كاريزما المعارضة شجرة sauvage، تعشق الشمس، ولا تنمو فى قصر السلطان، وأفضل مكان ينمو فيه كبريت الصمود هو السجن أو المنفى. وذلك شيء يعرفه أحمد ولد داداه، الذي تربع على عرش كاريزما المعارضة منذ 92. وربما ذلك هو الذي جعله يختار حزب قوى التقدم ومرشحه ولد مولود، عن الثنائي الحاكم عزيز وغزواني فى الانتخابات الأخيرة.

 يعرف أيضا، أن الكاريزما لدى النفوس الأبية – مثل البياض – قليلة الحمل للدنس. فهو الذي قالت له المعلومة : “انت ال تاريخك أبيض ناصع .. مكتوب أمرصع باذهب … وانت ال فاهم جمع المصالح .. اليوم الـ يبحث عنه الشعب.”

 جرب داوود ولد احمد عيشة كاريزما اللون الأبيض، لكن الصورة جاءت مشوشة، لأن الناس كانوا يرون دائما صورة بيرام وراء ظهره.

عندما نجح أوباما فى الرئاسة، وفشلت هيلاري كلينتون، قال محللون إنه نجح بفضل تحرره من عقدة اللون؛ وخاطب الأمريكيين كرجل أبيض، بينما لم تتجاوز هي عقدة الجنس، وخاطبتهم بكونها امرأة.

32 – القلم

عن/ريم فييد

يتبع ان شاء الله....

يرجى الضغط هنا لمتابعة الحلقات الماضية