17 – الطبل
فترة ولد الطايع كانت فترة انحطاط لقبيلة الجيش، حين تحول قادته إلى وجهاء مدنيين، ينزلون إلى أدنى مستويات العمل السياسي، يجمعون بطاقات التعريف بأنفسهم فى الأحياء الشعبية، ويمارسون التزوير الانتخابي فى وضح النهار، مقابل امتيازات مادية مقتطعة من المال العام. ماتت فيهم الروح المعنوية للجيش، حين صاروا أتباعا لأصحاب الطبول الكبيرة من المدنيين “سيويل”.
عانى أبناء القبيلة – تلك الأثناء – من التهميش والحرمان بشكل لا يتصور؛ حتى صار الضباط السامون يخجلون من ركوب الباص حاملين على مناكبهم عددا من النجوم، لا يناسب الوضع المزري الذي هم فيه.
كانوا ضحية لقلق النظام على وجوده فى السلطة؛ حين كان حجم المصالح المترتبة على بقاء الرئيس فى الحكم، ينمو كل يوم ويكبر، إلى حد جعل أصحاب تلك المصالح – فى الخارج والداخل – مستعدين لكل شيء من أجل حمايتها، وحماية أنفسهم.
18 – القسمة
كانت الضربة التي وجهها صالح ولد حننه ورفاقه 2003 إلى قلب النظام – رغم فشل انقلابهم – موجعة وقاتلة، لكنها لم تكن ضربة قاضية. سمعنا يومها صوت المدافع والدبابات فى قيادة الأركان، ترد على أغنية الكتاب فى أثير الإذاعة الوطنية. “عفاك يا معاويه .. يا ال امحيت الأمية ..“
كان انقلاب 2003 انتقاما للجيش وقوات الأمن، من المدنيين والتكنوقراط . لكن تلك الضربة، أظهرت انقساما اجتماعيا وسياسيا أكثر عمقا من ذلك فى المجتمع، باعتبارها محاولة لاستعادة الحكم لأبناء المناطق الشرقية من البلاد، والذين هم أكثرية فى الجيش، بعد حرمانهم منه لفترتي ولد هيدالة وولد الطايع، من 79 إلى 2003، وقبلهما فترة ولد داداه الطويلة.
19 – الجهة
يتبع ان شاء الله..
عن/ ريم يفيد
لمطالعة الحلقة السابقة ،إضغط هنا