هيبة المهن... احتراماً لقيمها وأهميتها

سبت, 27/07/2019 - 11:47

حين يكون المرء صغيرا يخطط لمستقبل أفضل لحياته، كل حسب ميوله واهتمامه ومن يعاني من التشتت في سن المراهقة تجده لا يعرف ما يريد أن يكون عليه تحديدا في سنوات حياته الأولى ثم في مرحلة تالية يحدد المسار الذي يريد أن يسير عليه.

وهناك مهن نجد أن كل من يمتهنها يتمتع بقدر عال من الذكاء والفطنة والحصول على الدرجات الدراسية العالية التي تؤهله للانخراط فيها مستقبلا حتى يخدم البشرية بعلمه، وهناك مهن كثيره تفرض الدراسة فيها الحصول على درجات عالية والتفوق هذا فضلا عن خضوع المتقدم لاختبارات المقابلة الشخصية وهذا للتحقق من جدية هذا الشخص في أن يحمل لقب المهنة، وهذه المهن عديده ليست حكرا على مهنة محددة، بل نجد أنها تشمل الهندسة والمحاماة والطب والتدريس والسلك العسكري والسلك الديبلوماسي بكل مجالات العمل الذي تحمله هذه المجالات إلا أنها تفرض على المنتسب لهذه المهن وضعا خاصا يجعله حذرا في تصرفاته وأقواله حتى لا يؤثر على المهنة وهيبتها في المجتمع.

فهل سمعنا يوما عن شرطي يمثل؟ البعض يقول سمعنا عن مدرس يمثل، وهذا بالتأكيد متى ما كان صحيحا وتم السماح لأعضاء السلك التعليمي بالتمثيل فهذا سيكون نوعا من التقصير من قبل وزارة التربية والتعليم العالي في حفظ هيبة التعليم والتدريس، وذلك لأن التدريس من المهن التي بحاجة إلى بريستيج معين حتى يتم حفظ هيبة التدريس ويتمكن المعلم من السيطرة على الفصل، فلا يصح بالتأكيد أن يكون معلما في الصباح ثم يعود الطلبة لمنازلهم ويديرون شاشة التلفاز فيجدون هذا المعلم الحازم في الصباح يرقص في الفيديو كليب، وهذا تضارب كبير وذلك لأنه كما قلنا هناك مهن تحتاج لهيبة حتى يتم السيطرة على المهنة بالقدر المطلوب ومن يريد الجمع بالتالي بين هوايته الفنية والعمل فليعمل بالتالي في مهن لا تتطلب أن يكون ممتهنها بمواصفات شخصية معينة.

وبعد أن طلت علينا وسائل التواصل الاجتماعي وحذرنا في البداية من خطورتها على الفرد أولا قبل المجتمع، إلا أن أحدا لا يرد على كل التحذيرات التي كنا نطلقها من الوسائل الإعلامية المعتمدة من خطورة هذا المجال، فالسوشيل ميديا كشفت حقيقه أن فئة كبيرة من البشر لديهم حب الظهور والشهرة والتصوير بشكل لافت للأنظار ويحبون التعليق على كل شاردة وواردة، سواء يفهمون أبعاد هذه الأقوال التي يصرحون بها أم لا، المهم أن يديروا عدسة الكاميرا ويصورا ويعبروا عن رأيهم الذي قد يؤثر كثيرا على مهنهم ثم بعد ذلك يصرخ البعض حين تصدر بحقهم أحاكم قضائية تجرمهم.

الأمر الآخر هو امتهان الدعاية والإعلان والبعض مهنته مهمة وبحاجة كما ذكرنا إلى هيبة محددة، إذن لماذا الهلع حول المال وتناسي أولويات مهنية واحترافية في حياتهم؟ ولماذا الازدواجية؟ بالتالي من يريد أن يكون فتى إعلان ويعمل دعايات أو يمثل فهو حر هذه حرية شخصية، ولكن عليه ألا يجمع بين مهنته المهمة والفن والدعايات لأن هذا يؤثر على المهنة بأكملها وبالأخص ان القانون يجرم مثل هذا المزج، فليس المال دائما هو الأهم، أحيانا هيبة المهنة أهم بكثير من المال.