تم تنظيم النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث لعام 2024 في مدينة شنقيط تحت رعاية وزارة الثقافة، بقيادة الإعلامي البارز الدكتور الحسين ولد مدو. توقع كثيرون أن تكون هذه النسخة متميزة ثقافيًا من حيث التنظيم والإخراج، ولكنها شهدت عدة عراقيل حالت دون تحقيق ذلك.
أولى العقبات كانت تتعلق ببطاقات اعتماد الصحفيين، حيث أُصدرت بكميات كبيرة وبدون أسماء واضحة، مما أتاح المجال لبعض منتحلي الصفة الصحفية للتسلل، الأمر الذي أضر بمصداقية الإعلام المستقل، الذي كان يعوَّل عليه في تغطية نواقص المهرجان.
إضافة إلى ذلك، كان الحرس الرئاسي عاملًا رئيسيًا في فشل هذه النسخة، إذ أصدر تعليماته بعدم الاعتراف ببطاقات الوزارة الوصية، وأصبح هو الجهة الوحيدة التي تحدد من يدخل حسب معارفه واعتباراته الشخصية. هذا السلوك أدى إلى منع العديد من الشخصيات البارزة، مثل الوزراء والضيوف الأجانب، ومن بينهم الكاتب عبد الباري عطوان وبعض السفراء والشخصيات الدبلوماسية والسياسية، من دخول المهرجان.
تحولت وزارة الثقافة إلى مجرد عنوان شكلي بعد أن سيطر الحرس الرئاسي بالكامل على عملية التنظيم، ضاربًا بعرض الحائط كل ما يتعلق بدورها الرسمي. هذا المشهد لم يكن جديدًا، فقد تكرر في النسخة السابقة من المهرجان التي نظمت في وادان عام 2021، عندما اضطر الوزير آنذاك، مختار ولد داهي، للتدخل شخصيًا عند الساعة العاشرة والنصف مساءً، وواجه قائد الحرس الرئاسي يحيى ولد طلحة بحزم، مطالبًا بفتح الأبواب أمام المواطنين لاستقبال الرئيس. استجابت الحشود وقتها، واستمر المهرجان حتى الثانية صباحًا.
كان من المتوقع أن يقوم الوزير الحسين ولد مدو بخطوة مماثلة في نسخة هذا العام، خاصة عند بوابة المنصة، ليتمكن الضيوف الوافدون من الداخل والخارج من حضور فعاليات المهرجان. لكن غياب التنسيق وفرض الهيمنة من طرف الحرس الرئاسي أفسد التجربة وأفقدها الكثير من بريقها الثقافي.
اخبار الوطن