قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} صدق الله العظيم.
يوجد سببان وجيهان يفرضان علي وعلى أمثالي إعلان موقفنا من “العملية الانتخابية” الجارية:
السبب الأول: هو أن الله – عز وجل- فرض على كل مسلم عاقل عارف قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. خاصة في أزمن الفتن حين يتهافت المبطلون يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق!
والسبب الثاني: هو أن الأمر يتعلق اليوم بمصير أمة ووطن! أي: تزكية واختيار من يتولى أمور المسلمين في جمهورية إسلامية في القرن الواحد والعشرين.
وهنا أُذكّر بأني كنت طرفا في الانتخابات الرئاسية الماضية؛ حيث دعوت للرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد دون سابق معرفة، أو لقاء. وذلك لأنه أحد ركائز حركتي 3 و6 أغسطس المجيدتين، وأحد بُناة عشريتها الذهبية الغراء! ولأنه أيضا مرشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأغلبيته الوطنية لمواصلة المسيرة وحماية المنجزات وتحقيق الرفاهية واطراد النمو.. وقد صرح بذلك مرار وتكرارا؛ وهو جوهر “تعهداتي”. وقد خضتُ الحملةَ لصالحه من أجل ذلك بكل ما أوتيتُ من قوة. وكتبت في تلك الانتخابات وما تعلق بها 25 مقالا كان فاتحتها “لما ذا الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد رئيسا” https://ichidou.net/arc/index8076.html?option=com_content&view=article&i.... وحاولت جاهدا بعد فوزه أن أثنيه عن التهلكة التي دفعته إليها بطانته الفاسدة!
والآن وقد هدم الرجل جميع ما بنته موريتانيا خلال نهضتها: ففرق الأغلبية الوطنية وأهان رموزها، ومسخ الحزب الحاكم، وألغى مؤسسات الدولة، وعطل الدستور والقوانين، وخرب الاقتصاد، وانتهك الحريات، وجوّع الشعب، وحوّل الانتخابات إلى مهزلة وسوق نخاسة تباع فيها الضمائر وتشترى، وسَلّم البلاد على طبق من ذهب للمفسدين والمترفين وأمراء العشائر والجهات والشرائح، ومكن للاستعمار الغربي عموما؛ والأمريكي الصهيوني خصوصا، وخذل رفيق سلاحه وصاحبه ورب نعمته؛ فاتهمه بالباطل وسجنه ونكل به ظلما وعدوانا، ولم يحقق خلال مأموريته شيئا إيجابيا يذكر.. فإني أنتهز فرصة هذه الحملة لأعلن معارضتي لمساره الرجعي المدمر، الذي يقود البلاد إلى كارثة.. وأدعو جميع من تهمهم مصلحة موريتانيا وشعبها أن لا يصوتوا لمن أوصلونا إلى هذا الحضيض تحت أي سبب كان!
أما السيد برام ولد الداه ولد اعبيد (وسل به خبيرا!) فيمتاز بما يلي:
– رجل ميكيافيلي. يتاجر بالسياسة والحقوق والحراطين، ويجمع المال لنفسه (انفيظ، اسلاليخ، أجبرت صاحبي “هبات” المنظمات الاستعمارية والصهيونية).
– فوضوي. لا يؤمن بالقانون، ولا بالقِيَمِ، ولا بالديمقراطية، ولا بالرأي الآخر، ومن بين أمثلة ذلك الكثيرة سَبُّ وإهانة علماء الملة، ومحرقة الكتب الدينية التي يتبجح في حملته الحالية بعدم الندم عليها!
– موال للغرب؛ وخاصة أمريكا وإسرائيل!
عنصري يعمل على تفريق الشعب الموريتاني على أساس اللون، وضرب بعضه ببعض (البيض والسود). ومن بين الأمثلة الكثيرة على ذلك دعوته في مؤتمر صحفي عقده احتفاء بذكرى ثورة عبيد هايتي إلى ضرب …”طليعة الشر في موريتانيا، نخبة الشريحة العربية البربرية… المكونة ممن يسمون بالعلماء والأئمة والضباط السامين الذين يمسكون زمام الجيش ومفكريهم السياسيين المنتمين لهذه النخبة وعالم الأعمال (…) هذا الثلاثي هو طليعة الشر في هذا المجتمع؛ التي تجثم على حقوق الأغلبية الساحقة من سكان البلاد من العبيد والعبيد السابقين. إن الجماهير المستعبدة في موريتانيا لا بد أن تنهض كنهوض الشعوب الأوربية ضد الأحكام الظلامية والملكية في القرون الوسطى التي تطبق الآن هنا بموريتانيا. إن الثورة الفرنسية استطاعت ضرب النبلاء حين ضربت الباستيل، والباستيل هنا هو بازب (الأمن الرئاسي) … فما لم يضرب بازب ويحول إلى رماد لا يمكن أن تتحرر موريتانيا ولا أن يتحرر الحراطين. هذه النقطة الأولى. ولا بد من أن يضرب رجال الدين في موريتانيا كما ضرب رجال الدين من قبل في أوربا لأنهم المفكرون والمؤدلجون الذين صاغوا نظام الظلم وحكمه وربطوه بالإله وقدسوا النبلاء والظلم وخوفوا منه العامة”.
(انظروا فيديو بعنوان بيرام ولد اعبيدي يطالب بضرب رجال الدين وبازب على الرابط:http://www.youtube.com/watch?v=hrgN… وانظروا أيضا https://youtu.be/hrgNIPNCJBM?si=n74R3LeD8IRaybzM)!
ولا شك في أن من هذه صفاته، وهذا خطابه السياسي الذي لم يتخل عنه، ولم يقم بنقد ذاتي صريح حوله أبدا، فإن تزكيته وانتخابه لتولي أمور المسلمين فساد في الأرض وانتحار سياسي ومعصية للخالق وإفراط وتفريط!
ورغم ذلك، فسيذهب الغضب من محمد ولد محمد أحمد واليأس من أدائه العبثي بكثير من الناس إلى التصويت لبرام؛ الأمر الذي سيشجعه أكثر ويزيد في غيه وتلاعبه بالمصالح العليا للبلاد، ويدفع في الوقت نفسه ببطانة السيد محمد ولد محمد أحمد إلى الإمعان في تزوير انتخابات مختلة وغير سوية أصلا.. وعندها سيصطدم الطرفان، ويدفع الشعب الموريتاني البائس الثمن!
إن موريتانيا في خطر! وما زال من الممكن إنقاذها إذا أدرك العقلاء فيها حجم الكارثة، وتحركوا لإقناع الرئيس محمد ولد محمد أحمد بأن الطريق الذي يسير فيه مسدود ومليء بالأخطار والنكبات، وأن عليه أن يوقف هذه الانتخابات الباطلة، ويتنحى طواعية، ويعود إلى نقطة الصفر ويشرع في تنظيم انتخابات حقيقية من شأنها أن تصلح حال البلاد وتخرجها من هذا المأزق الكارثي… فما زال في الإمكان خير مما كان!
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
ذ. محمدن ولد إشدو