بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال:
هل الأولى التقرب بذبح الأضحية أم دفع قيمتها لأهل غزة؟
الجواب: أن الواجب مقدم على السنة وهو أفضل منها والأضحية سنة
ودفع المال لأهل غزة اليوم واجب متعيّن على كل من له فضل مال لماهم فيه من الحاجة الشديدة التي تلحق النفوس والعجز عن صد العدو
فيجب على كل مسلم مساندتهم بالمال لإنقاذ الأنفس وهم مقدمون على غيرهم فالأطفال والناس يموتون جوعا وعطشا ومرضا وقتلا بآلة الحرب.
فلا يقارن البذل لهم مع أي تقرب آخر فهم مقدمون على بعض الواجبات فأحرى السنن والمندوبات كالأضاحي مثلا
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل" رواه مسلم
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم"
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ادخار لحوم الأضاحي بعد ثلاث لما نزلت بالناس حاجة فلما ارتفعت قال "إنما نهيتكم من أجل الدافة التي نزلت بكم فكلوا وادخروا" رواه مسلم
والدافة المجاعة فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم منع الناس من ادخار المال بسبب المجاعة وهم ليسوا في حرب فأحرى ما يحصل لأهل غزة الذين يخوضون حربا تكالب عليهم فيها الأعداء وأطبق عليهم الحصار فلا يقارن فضل البذل لهم مع غيرهم
وهنا ينبغي التنبيه على أن أهل غزة اليوم أحوج إلى مال غير مشروط ولا مقيد بشروط كالأضحية لما في إيصالها بضوابطها من صعوب وتكاليف قد تفوق قيمتها والمقصود حصول الأجر أكثر في فعل الواجب من فعل السنة.
الفقيه محمد يسلم بن محفوظ بن محمد خينه