عملية تزوير مفضوحة برعاية رسمية من بعض المسؤولين

سبت, 20/05/2023 - 13:38

كتب السيد جبريل ولد سيدي تدوينة بعنوان "رحلة بحث عن صناديق الإقتراع !" يؤكد فيها شهادته ومعاينته لعملية خرق فاضحة للقوانين والاعراف المعمول بها في العملية الانتخابية في البلاد ، وجاء في التدوينة :

 

شهادتي بعد مراقبتي لعملية التصويت في مقاطعة الرياض التابعة لولاية انواكشوط الجنوبية .

 

كنت مراقبا في الرياض،مدرسة ابو عبيدة، المكتب رقم 4 

نسبة المسجلين 438

نسبة التصويت 287

وفي حدود الخامسة فجرا وبعد فرز لائحة البلدية والجهوية . طلبت من رئيس المكتب اعطاءنا قسطا من الراحة بعدما سيطر الارهاق والنعاس والتعب على المراقبين، ! استجاب لذالك بعد جدال لم يطل كثيرا 

فاعطانا ساعة لكي ننام قليلا ونستريح.

وبعدما استيقظنا في حدود السادسة صباحا 

واصلنا عملية الفرز في اللائحة الوطنية ولم نكملها وبعد ثلاثين دقيقة دخل علينا في المكتب ضابط برتبة نقيب من الجيش الوطني ، فسأل رئيس المكتب قائلا : هل انتهيتم من عملكم 

فأجبته انا قائلا : لا لم ننتهي بعد لأننا لم نفرز جميع اللوائح والمحاضر لم تجهز بعد.

 

فقال لرئيس المكتب : خذوا صناديقكم واذهبوا إلى مقر اللجنة المستقلة للانتخابات واكملوا عملكم هناك .!

فقلت : لا اعتقد ان الأمر ممكن 

عليك ان تتركنا هنا حتى ننتهي على الأقل من فرز الاصوات ...

فتدخل رئيس المكتب قائلا : بلى يمكن ان نكمل عملنا في مقر اللجنة للانتخابات.

فقلت له على مسؤوليتك 

ثم ٱمر الضابط جنودا من الجيش الوطني بأخذ الصناديق ووضعها في السيارة برفقة رئيس المكتب ومساعده

فقلت له : ماذا عنا نحن ؟! وكنا شخصين فقط ! فبقية الممثلين غادروا المكتب باكرا..!

فقال لي : عليكم الذهاب إلى مقر اللجنة في سيارة اخرى ...

وغادرت السيارة المكتب محملة بالصناديق برفقة رئيس المكتب ومساعده وعنصرين من الجيش الوطني ..!

 

خرجت برفقة ممثل حزب الصواب سيرا على الاقدام، وعندما وصلنا ملعب الرياض التقينا هناك بمرشح بلدية الرياض عن حزب الصواب السيد الحاج ولد العيد .. فركبنا معه سيارته واثناء ذالك حكينا عليه القصة التي جرت معنا. 

حاولت اقناعه بأن علينا التوجه إلى مقر اللجنة الوطنية للانتخابات لنستفسر عن الموضوع .. فاخذنا إلى هناك وغادر وبقينا نحن هناك !

تقدمنا إلى مقر الللجنة فإذا بسيارتين للشرطة تشكل حواجز امام مقر اللجنة .. فتوجهنا نحو سيارة الشرطة وعرفنا على انفسنا لضابط الشرطة وطلبنا منه السماح لنا بالدخول إلى مقر الجنة للأستفسار عن ما يحدث ..!

فقال لنا ضابط الشرطة بأن علينا الإنتظار حتى يبلغوا اللجنة عنا وبعد ذالك سيأذنوا لنا بالدخول ..

فوقفنا خلف سيارة الشرطة ننتظر !

وبعد خمس دقائق إذا بضابط شاب من الجيش يتقدم نحونا ! وعندما وصل طلب منا الابتعاد عن المكان ب 20 مترا تقريبا وبأنه سيبلغ رئيس اللجنة بمشكلتنا.. فذهبنا عن ذالك المكان إلى مكان اخر حدده الضابط ...

بعد 20 دقيقة من الانتظار دون جدوى حاولنا الوصول إلى مقر اللجنة ودخلنا وعندما وصلنا إلى مكتب مساعد رئيس اللجنة .. إذا بالضابط الشاب ينادي علينا بصوت عال ..

ثم تقدم الينا وطلب منا الخروج والشر يتطاير من فمه وفي عينيه ...

ثم امر شرطيا بأن يٱخذنا إلى ما بعد الحواجز التي وضعوها امام مقر اللجنة إلانتخابات ..!

حينها اتضح لنا ان هناك ما يدور خلف الكواليس

وما كان علينا سوى التوجه إلى مقراتنا الرئيسية للتبليغ عن الأمر ..

وهناك انتهت رحلة الليلة الطويلة بأمور غريبة ومرعبة.

 

جبريل سيدي

  

         

بحث