حدث اليوم أثناء النوم
استدعى رئيس الجمهورية زوال اليوم وبصفة مفاجئة وزير المياه ومدير شركة المياه
دخل الرجلان على الرئيس الذى كان متشنجا ومتوترا
صافحهما ببرودة وبدون أية مقدمات قال لهما
( أريد أن أفهم
نحن فى رمضان ودرجات الحرارة تتجاوز 40درجة وفى العاصمة الكل يحمل أوان يبحث عن قطرة ماء هائما على وجهه
صورة مخجلة قبيحة يندى لها الجبين
لدينا وزارة وشركة متخصصتان فى الماء ولدينا موارد مائية
ماهي مشكلتنا
ألا تشعران بالخجل
تصورا أطفالا يبكون عطشا ذهبت والدتهم ب( جركان) مع ساعات الصباح الأولى ولم تعد
الآن تتقاذفها دروب سراب بقيعة فى كل مرة لاتجد شيئا فتدمع عيناها رثاء لأطفالها وهم يبكون عطشا )
حاول الوزير الحديث
( صاحب الفخامة نحن نبذل ما فى وسعنا ثمة مشاكل تقنية تعصف بشبكة الماء نحاول التغلب عليها)
لم يلتفت الرئيس إلى الوزير
كان مدير شركة المياه متعرقا مضطربا والرئيس ينظر إليه شزرا
علق المدير متلعثما
( نحن فى الحقيقة مشكلة آلياتنا نقوم هناك صيانة ونفكر ولكن تخضع بعض الخطوط للترميم نضخ وبعض الاحياء ونأمل أن نتغلب على المشكلة)
ضغط الرئيس على زر بجانبه
حضر مولاي ولد محمد لغظف والناها منت مكناس
خاطبهما الرئيس
( ستذهبان مع الوزير والمدير
احرصا على التأكد من قطع كل خدمات الماء عن منزليهما ومكتبيهما ومصادرة سيارتيهما
لابد من أن يذهبا للبحث عن الماء كل منهما يحمل( جركانا) على رأسه و( يحفت) على رجليه بحثا عن قطرة ماء
ليجربا بنفسيهما مرارة تجربة المواطنين مع قطع الماء)
أشار الرئيس للجميع بالإنصراف
واشارت ساعتى وقد أيقظنى( حمان) هذا النهار إلى الثانية والربع ظهرا
حبيب الله احمد