ابتسم الحظ أخيراً في وجه المواطن النبيل الصوفي ولد الشين رحمه الله، بعد سنواتٍ طويلة من الصراع مع الأمل والمستقبل والأهداف والأحلام والمجتمع و……، ليتمكن من الذّهاب إلى مكان أفضل بالتأكيد من حياة الذل والقهر التي تُعتبر مصيرا محتوما لكل نبيل يحمل همّ وطنه ومجتمعه؛ والتجلّد خير من التبلّد، والمنيّة خير من الدّنيّة.
تُرى ماقيمة الحياة في وطن لواء الفقراء فيه بيد لصوص المال العام، ولواء الكلمة بيد لصوص الحرف، ولواء الجرح والتعديل بيد المخنثين وتجار "وخيرت" ولواء الشجاعة وأوسمة الفخر بيد وعلى أكتاف مَن تجاهلوا خطر لمغيطي وفاجعة تورين والقلاوية ومَنْ تولوا يوم حاسي سيدي…!!!!!
وماقيمة الحياة في وطن؛ الثراء فيه معقود بالتحايل، والسيادة مقرونة بالتملق، والصلاة لاتنهى عن منكر والعمائم تحت أقدام الشهوات، والحج فرصة للتسوق والصوم مناسبة للتفاخر والتمارض..!!
نفسُ عصام سوّدت عصاما.
إن لهذه الحياة التي أختارها القدر لفقيدنا،مخاضا برائحة الموت؛ نعم يموت من أجلها الصوفي كريما، ليعيش بعده اللئام جيّفًا بل وخشباً مسندة على أرصفة النسيان، ويموت بعده الكرام ألف ميتة عساهم يكفروا عن ذنب البقاء بعده.
ليس قطعا من العدل سرعة العذل ولكن؛ هل سمعتم أو قرأتم حزبا سياسيا يصدر بيانا ينعى فيه الفقيد ويطالب بانصافنا قبل أن تجري عادة السحل والقتل والذل والمهانة علينا!!!
هناك برزخ بيننا وبين ذواتنا، نغرد خارج الواقع، تدفعنا آمالانا إلى الوهم، حين نصدق عذل مَن قُتل زيني في عهده، وليس وحده طبعا!!
ولغبائنا نصطّف خلف اللحى للدعاء لغزة أو غازي عنتاب أو الدوحة………وراية الجهاد فينا لاتنصب إلا لتزوير الغذاء والدواء أو التفاخر بالصدقات والهبات ، والتآخي تحت الخيمة الإبراهيمية أعظم أجرًا من التآخي تحت الخيمة الموريتانية.!!
إلى من تكلوا وطنكم ياسادة؛ هل إلى قوي ملكتموه أمركم ليسومكم سوء العذاب، أم إلى ضعيف غيبتموه وتخليتم عنه حتى وطأت جبينه نِعال المتنسرين …!!!!
مهما صممتم آذانكم عن صراخ الصوفي وتحي وزيني وأحمد وأوسمان وكان وآميناتا……………. فالقاتل يُقتل ولو بعد حين، وبناء الأوطان لا يكون إلا على أكتاف الرجال وليس المسترجلين.
وإلى أن تُخلدوا أنفسكم يا سادة تبقى كلمة الفصل في ثأر فقيدنا مرهونة بقدرتنا جميعا على مسح الطاولة بكل فاسد أو مفسدة بشكل حضاري في الإنتخابات المقبلة فتلك سبيل الفقيد مات عليها ليفجع أمّه وأهله،ويذكي جذوة التضحية في كل نفس أبية، فهل تكون تجارته كاسدة…!!!!!!!
محمد فال طالبنا