دخل المحل ثم وقف لبرهة أمام قِطع الخبز ينظر إليها بتمعن وبعد أن ظن بأن البائع قد انشغل مع زبون آخر ،أخذ رغيفا من الخبز وحاول سرقته ثم همّ بالخروج مسرعا ،وماهي الا لحظات حتى صرخ عليه صاحب المحل ..انت إلى أين تذهب ..؟!
وبعدها مباشرة بدأ الرجل يتلعثم ويحاول شرح الموقف على أنه مكرهٌ على السرقة بسبب الجوع والفقر ،كل هذا كان واضحا من نظراته المنكسرة دون أن ينطق بكلمة …وفي هذه الأثناء صرخت ابنته في وجهه وقالت له : مالذي يحصل يا أبي؟ وهنا كاد الرجل ينهار خوفا من ان تفهم ابنته الموقف الذي حصل ، فماكان من صاحب المحل الا ان صرخ قائلا لا مشكلة يا ابنتي هو فقط نسي عندي بعض النقود وأردت أن أسلمها له قبل ان يخرج ومدّ النقود الى الاب ،وفي نفس اللحظة صرخ رجل كان يرى المشهد بكل تفاصيله وقال له : لقد نسيت كذلك هذا الكيس من الأرز…!؟؟
نظرات الأب لهما تنطق صارخة بكل أنواع الإمتنان ودموعه تسيل على خديه انبهارًا بهذه التصرفات الراقية التي تعكس نبل الانسان في أبهى تجلياته وكذلك الرحمة في أرقى صورها ..لكن الأهم هو مراعاة مشاعر أبٍ دفعته ظروف الفقر والجوع لأن يسرق رغيف خبز لكي يسد به جوع فلذة كبده ابنته..!!
نكون بشرا حقا عندما نعرف كيف نستبدل العقاب والعتاب بالتوجيه والإرشاد والعلاج..!!
الدكتور/ محمد فاضل اگوهي