كانت حياتها تسير على ما يرام، حيث تخرجت من الجامعة وحققت تفوقاً علمياً أكسبها ألقاً في محيطها الاجتماعي، ثم تزوجت وكانت وزوجها مَضرِب مثلٍ في التفاهم والانسجام، إلى أن رافقت مجموعة من صديقات السوء اللواتي كنّ يحرضنها على زوجها وطلب الطلاق والاستقلالية في كل مرة كانت تستشيرهن في شؤون حياتها الزوجية، وللأسف استطعن التأثير عليها وإقناعها بتعاطي المخدرات والعقاقير الطبية، كحل لمواجهة المشاكل والضغوطات العائلية والنفسية بـ«مزاج عالي»، إلى أن تفاقمت الخلافات الزوجية ووقع الطلاق، وشجعنها على العيش مع ابنها وخادمتها بعيداً عن عائلتها، لتتعمق أكثر في عالم المخدرات ولتعاني مرارة الاكتئاب والإدمان الذي دمرها نفسياً وأثر على قدراتها العقلية وأنهكها وسلبها الصحة والجمال، إلى أن تواصلت الخادمة مع والدتها وقررت التدخل لإنقاذ مخدومتها التي بدأت تقترب من الجنون، وبدورها تواصلت الأم مع مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، لإنقاذ ابنتها ومساعدتها على مغادرة عالم الإدمان بالاستفادة من المادة 89 من القانون الإماراتي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
فضفضة
وقال العقيد عبدالله الخياط، مدير مركز حماية الدولي: تزوجت هذه الشابة وهي في عمر الـ20 عاماً، وأنجبت طفلاً يبلغ من العمر 6 سنوات حالياً، وكان زوجها شخصاً طيباً وذا أخلاق عالية، ولكن بعد تعرفها على مجموعة من صديقات السوء انقبلت حياتها رأساً على عقب، حيث إنها في كل مرة كانت تفضفض لهن بمشكلاتها الشخصية، كنّ يزدن النار حطباً، إلى أن وصلت الخلافات الزوجية إلى مستوى متقدم ووقع الطلاق، ورغم إصرار عائلتها على عودتها وابنها للعيش معهم، إلا أنها رفضت حتى لا يُكتشف أمر إدمانها وتعيش بحرية بلا حسيب أو رقيب، وبحكم إقامتها في فيلا مستقلة مع ابنها وخادمتها، كانت بعيدة عن أعين أسرتها وقريبة من رفيقات السوء.
الخادمة تخرج عن الصمت
وأضاف: إدمان الشابة على المخدرات لم يكن كافياً بالنسبة لصديقات السوء اللواتي دفعنها لاحقاً للتردد على الأطباء النفسيين، وكنتيجة لتعاطي بعض العقاقير الطبية، عانت من نوبات صراخ وغضب وانفعال لدرجة كانت معها تحطم أي شيء أمامها، إلى أن شعرت الخادمة بأن عليها التحرك وكسر الصمت وعدم السكوت عن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه مخدومتها، فبادرت إلى إبلاغ والدتها ومصارحتها بكل التغييرات التي استجدت على حياة ابنتها التي بدأت تقترب من الجنون، ومما لا يعرفه البعض، أن بعض أنواع المخدرات يصيب المتعاطي بما يعرف بـ«الهلوسة البصرية»، التي تجعله يسمع ويشاهد أشياء لا يراها غيره، وقد يقوم بأي فعل خارج عن إرادته مثل الانتحار.
تدخل سريع
وتابع العقيد الخياط: غالباً ما يقود إنكار الأُسر لفكرة وجود مدمن ضمن أفرادها، إلى إعاقة نجاح عمليات التأهيل النفسي للمدمنين والاحتواء بشكل عام، حيث يتم حرمانهم من الوصول إلى مصادر الدعم في الوقت المناسب، خصوصاً في حال تعاطي مواد معيّنة تتطلب تدخلاً علاجياً دقيقاً وسريعاً، ولكن والدة هذه الشابة لجأت دون تردد إلى مركز حماية الدولي للاستفادة من المادة 89 من قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث ووجهها الاستشاريون الاجتماعيون إلى الهدوء وعدم التسرع في مواجهة ابنتها تجنباً لأي تصعيد سلبي في ردات الفعل، بل الاكتفاء باصطحابها إلى المركز، وبعد مقابلة الابنة تمت دراسة حالتها وتحويلها للعلاج والتأهيل.