روى أحد الثقات في ذات ليلة من سنة ماضية كانت هناك فتاة وزوجها وأبناؤهما في زيارة عائلية من أجل قضاء سهرة في منزل شقيقها أحمد في ثاني أيام العيد، وكان الوقت قد تأخر كثيراً وتلك الليلة بالذات شديدة البرودة والسماء ملبدة بالغيوم وعلي وشك ان يهطل مطر غزير، فطلب أحمد من أخته وزوجها أن يبيتا هذه الليلة معه في المنزل وأصر على ذلك ,لكنهما رفضا وتحججا بأنهما لم يحضرا ثيابا دافئة للأولاد ليناما بها في هذه الليلة الباردة، وهكذا اضطرت الاخت وزوجها أن يتجها مسرعَين في سيارتهما عائدَين الى المنزل، وقد كان المنزل بعيدا نوعا ما، ويحتاج الي ما يقارب من نصف الساعة أو اكثر للوصول اليه .
في الطريق ارتفعت درجة حرارة السيارة بشكل غريب ومفاجئ على الرغم من برودة الجو ، حتى كاد المحرك ان يتلف بسبب نفاد المياه في المبرد(راديتير).
بحث الزوج عن أي شخص أو سيارة تساعده فلم يجد سوى محل تجاري واحد بعيد عن الشارع ,لكنه ما زال يفتح ابوابه وينبعث منه نور خافت في هذا الوقت المتأخر من الليل ,أي حوالي الثانية والنصف فجرا ، فترك الزوجة والاولاد في السيارة وذهب إليه سيراً على الاقدام رغم وجود المطر ,وعندما دخل المحل وسلّم ,لم يجد سوي رجل جالس متجهٍ بوجهه الى الحائط ، فطلب منه المساعدة وأن يبيعه قارورة مياه كبيرة بسرعة، فأدار الرجل وجهه نحوه ، وما إن رآه حتى تسمّر في مكانه غير قادر علي الحراك، فقد كان هذا الرجل بعين واحدة في منتصف جبهته.
انتابت الرجل َحالةٌ من الهستيريا والرعب الشديد، وانطلق مسرعاً إلي السيارة وأدار المحرك رغم حرارته وانطلق مثل الصاروخ نحو بيته، وسط ذهول زوجته وأسئلتها التي لا تتوقف، ولكنه كان غير قادر على النطق بكلمة واحدة .
وفي اليوم التالي عاد الى نفس المكان فوجد المحل مغلقاً وأخذ يسأل بعض الجيران الموجودين في المنطقة عن ذلك المحل والرجل الموجود به، فأخبره الجيران أن ذلك الرجل قد مات قبل سنتين، ومن ذلك اليوم فإن كل من يستأجر هذا المحل يجد فيه أشياء غريبة ومخيفة فيتركه بعد بضعة ايام قائلا :
إنه مسكون ومرعب.