سكان قرية في الجنوب يرفضون السماح بدفن سيدة في مقبرتهم لأنها فنانة

جمعة, 31/12/2021 - 17:58

هناك على بعد 500 كلمتر جنوب مدينة انوكشوط؛ وداخل الاراضي السنغالية؛ وبالذات قرب مدينة تييس ثاني أكبر المدن السنغالية. توفيت امراة من طائفة الفنانين؛ أو من يسمونهم في المجتمع السنغالي  باغريو باللغة الفرنسية او غيويل باللهجة المحلية الوولوفية.
   كانت المتوفاة (خدي فاي) قد استوطنت قرية (بوت داني) وقد تعود سكان القرية من طائفة الفنانين في الماضي على الرفض المطلق من قبل نبلاء القرية او من يعرفون ب (غير) باللهجة المحلية؛ لمزاحمتهم لهم في المقبرة الوحيدة بالقرية؛ نظرا إلى ان ذلك سيكون نذير شؤم لهم ويمس من نبلهم ومن مقامهم الدنيوي !!!
   وفي 25 دجمبر 2021 الجاري، توفيت خدي فاي فأراد ذووها دفنها فرفض إعطاء قبر لها؛ وبعد جدل كبير تم نقل جثمانها إلى مسقط راسها (قرية كيسان)
   حادثة إبعاد الأموات هذه حدثت في نفس القرية سنة 2019 لكن رئيس المركز الإداري حاول أن يصوت المجلس البلدي في أكثر من جلسة على  قرار في الموضوع ويتجنب المنتخبون دائما التعرض للأمر.
  حسب تصريحات بعض أقرباء خدي فاي فإن الطائفة تريد الترخيص لمقبرة خاصة بهم درءا للفتنة فكثيرا ما لجأوا إلى غابات الباوباب المحاذية لهم لإيجاد مقابر لذويهم.
  هزت القضية الرأي العام السنغالي للأيام الماضية؛ وتحدث حقوقيون وعلماء دين ومشائخ صوفية عن هذا الميز العنصري ضد الأموات.
وتظل المسألة الطبقية في المجتمعات الإفريقية حية وقوية؛ كلما ابتعدنا من المراكز الحضرية؛ وتحظى بقبول رسمي كبير؛ ونكوص في علاجها والحديث عنها علانية.
  هناك في تلك المجتمعات تغيب التفاصيل في خضم التجانس في الالسن والالوان؛ وتجبُنُ الطبقة الحاكمة أمام الموروث؛ وتستسلم الطبقات لجاذبية الحفاظ على المكانة المجتمعية والتغاضي عن الثمن حتى ولو كان على حساب الجنائز.
  العبيد والفنانون والصناع التقليديون والبحارة والصيادون هناك كلهم طبقات مجتمعية وليسوا شرائح؛ وكلهم ذوو سحنات سمراء ومتساوون أمام العدالة؛ لكن فوارقهم مع نبلاء الحرب والسلم في المجتمع التقليدي السنغالي عموما تطفو في حالات الفرح والحزن؛ عند الزواج وعند الممات. وتذوب أكثر في المدن الكبرى والحضرات الصوفية.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

  

         

بحث