امتهَا بنت عبابه رحمها الله، كانت من أشهر نساء بلاد شنقيط وأجملهن، تحدث عنها الركبان وتغنى بها الشعراء، وأثنى على كرمها المُداح وأشادوا بمروءتها.
كانت سيدة مجتمع من الدرجة الأولى، كانت أنثى استثنائية في زمن استثنائي، عشقها الحاكم الفرنسي للبلد أيام الاستعمار ودخل الإسلام ليتزوجها واشتري لها طائرة خاصة وبنى لها دارا من الإسمنت المسلح في شمال البلاد، وبعيد الاستقلال استقرت في منزل بالعاصمة انواكشوط" منطقة ابلوكات" وأنشأت صالونا أدبيًا جمع الشعراء والفنانين وأصحاب المواهب.
كانت -رحمها الله-بارعة في قرض الشعر "لغن" خبيرة بفن "التبراع" مرهفة مفتوحة في أزوان باشواره وجوانبه(التيدنيت وآردين)، و هي أول امرأة أعدت الشاي وأعتنت بنظافته وتوجت كؤوسه بالرغوة فقبلها كان طقسا رجاليا بامتياز ، عاشت كريمة، أشتهرت بالإنفاق وكثرة الصدقة وإغاثة الملهوف وإكرام الضيوف.
سنة 1963 ذهبت للديار المقدسة وأدت فريضة الحج، ورجعت حاملة معها الهدايا والصور و منها صورتها على قمة جبل الرحمة(صورة مرفقة)، في أكتوبر من عام 1964 وخلال رحلة بين فرنسا وموريتانيا تحطمت بها طائرتها الخاصة فوق جبل سييرا نيفادا" Sierra Nevada" جبل الثلج المشهور بالأندلس وتوفيت رحمها الله،
وقع خبر رحيل امتها المفاجئ كالصاعقة على سكان العاصمة انواكشوط و أصدقاءها ومحبيها في شتى ربوع الوطن وهم كثر فـ اوحشت الديار وانفض السامر.
ذات مساء مر القاضي المختار ولد محمد موسى رحمه الله على ديارها وهي موحشة صامتة وكان يعهدها عامرة بالأنس فقال :
الـدنيَ ما فيها مـرتابْ :: خرصْ ذوك إديارْ إمتهَا
گـبْـلْ الموتْ أخير إلِّ تاب :: سابگ ما نزلتْ حمتها
اللهم ارحمها واعف عنها وارزقها الجنة بغير حساب.
يوسف عبدالرحمن