اليوم فى أحد المستشفيات بالعاصمة عرضت فتاة نفسها على طبيب الأمراض الجلدية. 
كان وجهها محتقنا تلفه بثور سوداء بعضها على شكل حفر متقيحة بدت منطقة العينين والأنف الاكثر تاثرا 
حسب قصتها كان وجهها طبيعيا قبل ثلاثة أشهر ولم تكن لديها أية مشكلة جلدية. 
قبل شهرين ونصف تقريبا لاحظت استخدام صديقات لها لخلطة( تجميل) تضم أكثر من10مركبات بعضها غامض فمن مرهم التيتراسيكلين الذى يستخدم للاعين وبعض العلاجات الجلدية الخفيفة الىG5%.محلول سكر لجليكوز للتروية الوريدية مرورا بشارلى وموفات وصولا لاعشاب( مغربية) ومستحضرات قادمة من دولة( مالى)
تجتهد صديقاتها فى اختيار المقادير والمركبات حتى يحصلن ليس فقط على( قنبلة) تجميل سحرية ولكن أيضا على( جهاز طرد مركزي) 
طريقة( دهن) الوجه والجسد معقدة تطبيقا وتوقيتا 
تقول الفتاة إنها انضمت لصديقاتها فى ( المعمل) العجيب وشاركتهن فى إعداد (الخلطة) العجيبة ثم لاحقا بدات استخدامها معهن ولكن بعد اسبوع ظهر طفح جلدي تضرر منه وجهها وكان مصحوبا بحكة شديدة ليتطور إلى بثور صلبة ومتقيحة قاعديا 
لزمت المنزل واصبحت غير راغبة حتى فى استخدام المرآة لتفقد وجهها وملامحه 
المشكلة أن وضعيتها النفسية بالغة السوء رغم أن الطبيب طمأنها بإمكانية تجاوزها للأزمة وطلب منها إجراء تحاليل دم كثيرة بناء على نتائجها يقرر طريقة العلاج والأدوية المناسبة لحالتها 
/////
هذه الحالة ليست سوى مثال على عشرات الحالات التى يستقبلها يوميا اطباء الجلد
لقد تحول طلب تجميل الوجه ونضارته إلى كابوس يلاحق معظم الفتيات درجة الاستعانة بأي شيئ متاح ولو عبر مركبات طبية معاصرة وعشبية تقليدية متنافرة المكونات وبعضها مجهول المصدر ودواعى وموانع الاستخدام 
لقدساهم انتشار المشعوذين  وباعة الوهم ومحلات وصالونات التجميل غير المراقبة صحيا ومحلات الأعشاب و الطب البديل فى تدمير حياة ومستقبل عشرات الفتيات 
بسبب استخدام وصفات غريبة ومعقدة التركيب تحوى أحيانا ادوية بالغة الخطورة 
إن لكل بشرة ولون ووزن ووضعية صحية مستحضرات خاصة يحظر تماما وصفها إلا من طرف طبيب جلد معتمد أو خبيرة تجميل لديها شهادة تخصص معتمدة 
اي وصفات اخرى بدون إشراف طبيب اوخبيرة لاتقل خطورة عن الاحزمة الناسفة والقنابل التى يستخدمها البعض لوضع حد لحياته 
المشكلة ليست فى تفسخ وجه الفتاة اوظهور بثور او تقيح أو طفح محكك عليه ولكن الأخطر هو أن خلطات التجميل مجهولة التركيب والمستعملة بعيدا عن الأطباء والخبراء قد تحوى مواد مسرطنة 
والمرعب أن( ترميم) وجه ضحية تلك الخلطات الغامضة قديتطلب وقتا طويلا وبنسبة شفاء تام لاتكاد تتجاوز ال50%
حبيب الله أحمد