قصة من أغرب القصص..جرت بين الصديقين أحمد وخالد

جمعة, 22/10/2021 - 22:17

كان هناك شاب يدعى أحمد تخرج من الجامعة مهندسا , وسافر خارج البلاد الى دولة عربية غنية

للبحث عن فرصة عمل مناسبة تدر عليه دخلا مثل باقي الشباب الذين وفقهم الله ووجدوا في الخارج فرصة عمل جيدة.

وبمجرد أن وصل الى البلد الجديد أحس بغربة شديدة كما أحس بوحدة قاتلة في عالم غريب عنه لا يعرف فيه أحدا فهو يسافر لأول مرة ، لكن القدر شاء أن يجمعه بشاب آخر من بلده يدعي خالد سبقه للعمل.

بدأ الشابان يعملان معاً في نفس المجال وتوطدت علاقة صداقة قوية بينهما إلى أبعد الحدود ، وبعد فترة أنشئا شركة صغيرة  وعملا فيها بجد ومثابرة , ومع مرور الوقت كبرت هذه الشركة حتى صارت مجموعة شركات كبري، وذات يوم تفاجأ أحمد بصورة شابة جميلة على مكتب خالد ، فلم يستطع أن يخفيَ إعجابه بها وقد لاحظ أحمد ذلك فسأله : أتريد الزواج بهذه الفتاة يا صديقي ؟ فأجابه أحمد : أتمني ذلك، ولكن يا تري من تكون ؟ فأجاب خالد : إنها خطيبتي ! ولكن بعد اليوم صارت محرمة عليّ وأصبحت من نصيبك.

شعر أحمد بالاحراج الشديد وحاول الرفض ,ولكن خالد أصر علي ذلك وبالفعل تم الزواج .

بعد عدة سنوات قرر أحمد الرجوع إلي بلده فشاور خالد في تقاسم الشركة لأخذ نصيبه، ثم عاد الى بلده وافتتح لنفسه عملا وربح الكثير، ولكن تجارة خالد بدأت في التدهور حتى خسر كل شيء وهو ما يزال في الغربة. بعد أن خسر كل شيء , عاد خالد إلى بلده وعلم صديقه أحمد بكل ما جرى له , وشاءت الاقدار أن يلتقيا في الطريق , ولكن أحمد تملص من لقاء صديقة وتظاهر بأنه لا يتذكره، فحزن خالد كثيراً لذلك وتعجب من تصرف صديقه الذي ساعده كثيراً وتنازل عن كل شيء من أجله حتى خطيبته تنازل عنها .

بعد أيام قليلة من عودته , وبعد أن بحث عن عمل يعيش منه دون أن يجده , التقى خالد بشيخ عجوز , وبعد تعارفا , عرض عليه ذلك الشيخ أن يعمل معه في تجارته ويديرها له ، وهكذا سنحت فرصة جديدة أمام خالد، وبعد مرور سنتين من العمل في التجارة ,مات ذلك الشيخ وقبل وفاته كتب قسماً كبيراً من املاكه لخالد بعد أن اكتشف امانته ومهارته في العمل، ثم بعد أيام جاءت زوجة الشيخ المتوفي وعرضت على خالد ان يتزوج من ابنتها الفتاة الجميلة الخلوقة ، فوافق ولكنه اشترط أن يدعوَّ صديقه القديم أحمد في حفل الزفاف حتى يرى ما أصبح فيه من الثراء بعد أن تنكر له وتجاهل معرفته عندما كان فقيرا وبائسا بعد ان خسر أمواله في الخارج وعاد الى البلد.

وفي يوم الزفاف دخل أحمد مع زوجته وكان الغناء وأصوات الموسيقى ترتفعان في أرجاء القاعة , فأوقف خالد الموسيقي لما رآه وأخذ الميكروفون وخاطب المدعوين قائلاً :

هذا صديق عمري خالد يدخل القاعة الآن انظروا اليه , لقد آويته واحتضنته في غربته ولكنه قبل سنتين هرب من طريقي عندما رآني، هذا صاحبي الذي تقاسمنا معاً كل شيء في الحياة وكنا سواء على السراء والضراء، ولكنه تهرب مني وتنكر لي.

عندها دمعت أعينُ أحمد فتناول الميكروفون من يد خالد في هدوء وقال : اشتقتُ لك يا صديقي الذي غيرتُ طريقي من أجله حرصاً على مشاعره حين يراني غنياً ويري نفسه معدماً، إنه صديقي الذي أرسلتُ له والدي حتى يقابله لتبدو وكأنها مصادفة ويحضِّر له فرصة العمل معه دون أن يعلم , حتى لا يشعر بأني أساعده أو أعطف عليه ، صديقي الذي طلبتُ من والدي ان يكتب له جزءا كبيرا من ممتلكاته قبل وفاته وهي في الحقيقة ممتلكاتي انا لأنه يستحق ذلك، وأرسلتُ له أمي لتطلب منه الزواج من اختي هذه الجالسة بجانبه الآن دون أن يعلم ذلك , حتى لا يعتبرها رداً للجميل , وما كنت أحب ان يعلم بكل هذا , لكن مالكا كان يعتذر عن نفسه , وطالما أن صديقي خالد سبقني وقال ما قال أردتُ ان يعرف أنني لست ناكرا لمعروفه ولا يمكن ان أنسى جميله وأفضاله عليّ.

اندهش خالد لسماع كلمات أحمد وارتمى في أحضان صديقه يعانقه ويطلب منه أن يسامحه على سوء ظنه به.

 

  

         

بحث