“يحكى أنه كان هناك أحد الحطّابين يعيش في كوخ صغير، ويعيش معه طفله الصغير وكلبه الوفي، وكان هذا الحطّاب معتادًا على الخروج لجمع الحطب كل يوم مع شروق الشمس، وكان يترك طفله الصغير في رعاية الله، ثم حراسة الكلب الخاص به.
كان الحطاب يحب هذا الكلب كثيرًا ويثق به، كما كان الكلب يحبه أيضًا ويفي له دائمًا، خرج الحطاب حتى يجمع الحطب كعادته، وبينما هو عائد في طريقه سمع الكلب وهو يصيح وينبح نباحًا عاليًا على غير عادته.
أسرع الحطّاب في المشي وعاد سريعًا حتى اقترب من الكلب، والذي كان ينبح بطريقة غريبة وكان وجهه ملطخًا بالدماء، شعر الحطاب بالذهول وأيقن أن الكلب قد قام بخيانته، وأنه قد قضى على الطفل الصغير وقام بأكله.
انتزع الحطّاب الفأس الخاص به من على ظهره، وضرب الكلب بين عينيه ضربة واحدة، وقضى عليه، ثم دخل الرجل إلى الكوخ، وبمجرد دخوله تسمر بمكانه، وامتلأت عيناه بالدموع وشعر بالحزن الشديد.
جثى على ركبتيه، حيث رأى أن طفله الصغير يلهو ويلعب على السرير، وبجانبه حيّة ضخمة ملطخة بدمائها، وعرف وقتها الحطّاب أن الكلب كان وفيًا له وأنه قد افتداه وطفله الصغير بحياته، ثم ندم على تسرّعه، وحزن على قتله لهذا الكلب الوفي الذي كان ينبح فرحًا على أنه قد أنقذ الصغير من الأفعى، وكان ينتظر من الحطّاب أن يفرح بما فعله ويشكره، ولكنه قتله بدون تفكير أو تروي.”