أيقظوا ساكن القصر الرمادي فإن الأمر جلل... 
تسوروا عليه قصره 
نادوه ولو من مكان بعيد
ارفعوا أصواتكم فإن جدار قصره سميك وعازل للأصوات...
أخبروه بأنه هو رئيس البلد...
وأنه يقطن العاصمة نواكشوط
أخبروه أن أهل نواكشوط  سكنهم الخوف ولم يعد لهم مكان آمن في أرض الله الواسعة....
أسمعوه صيحات المغتصبات أمام بناتهن
خلوا دموعن الساخنة  تنهمر صوب قصره المشيد فهي قادرة على أن تدركه ولو كان في بروج مشيدة...
دعوا دماء المقتولين ظلما تسيل على جنبات قصره لعله إذا استقيظ يراها بأم عينه حتى لا يقال له إنها نوع من الدباج الأحمر يتحرك ويسيل كالدم....
أيقظوه أيقظوه أيقظوه
فإنه أذاق شعبه لباس الجوع والخوف...
استيقظ الرئيس مذعورا فقال له رئيس الوزراء ما بك مابك   ؟
الرئيس ألم تسمع؟ 
ألم تر؟
سيدى الرئيس هذا مجرد حلم لا واقع له...
وما أنا بتأويل الأحلام بعالم
لكني سأحضر وزير الشؤون الإسلامية حتى يفسر هذه الرؤيا...
وعلى عجل تم استدعاء الوزير وتم قص الحلم عليه
وسربعا قال : فتبارك الله ماشاء الله هذه رؤية جميلة
سيدى الرئيس أنت تعلم أننا نقول للأعمي بصير ونقول لمن لدغته لفعة سليم بأضدادها 
وهكذا يتم تفسير الأحلام
فأيقظوا أيقظوا معناه اجعلوه يستريح اجعلوه يهنأ في قصره
المغتصبات : معناه زين السعد
الدم : اللبن والرقوة
الجوع والخوف : الأمن والشبع
الدموع الساخنة : دموع الفرح
القتل : الحياة وطول العمر....
هذا زين حتى
مرسي مرسي...
حينك اطوجن معاي من الحم المشوي...
والعلم عند الله

أحمد جدو عبد الله