لا بــــــــــــأس
تحت ظروف معينة ،نتضايق أحياناً من أنفسنا وتحز في أنفسنا ونُصاب بالإحبـاط حينما نشعر أننا أقـل من غيرنا أو أننا مهمّشين أو غير مهمين .. ويزداد هذا الضيق أكثر حينما يأتي من ينتقدنا بما ليس فينا ويقول بأننا سيئين وغير جديرين بما نحن فيه أو أننا نذير شؤم أو أن ما حصلنا عليه أكبر مما نستحقه وأن من يحبنا ويقدرنا إنما هو مجاملة لنا أو عطفاً علينا .. إلخ
من هذه الأمور المؤلمة التي تحز بالنفس فعلاً .. ! بل يزداد هذا الضيق والتوتر حينما نجبر على أن نضع أنفسنا في مقارنة بيننا وبين أولئك الذين أفضل منا من وجهة نظرنا حتى لو كانوا يسكنون معنا تحت سقف واحد سواء اخوة أو أخوات أو أقارب وحتى لو كنا نعلم أننا أفضل منهم بمراحل ! وما يضايقنا أكثر وأكثر ، أننا لسنا كذلك أبدا ! لسنا كما يقولون عنا أو يصفوننا به لسنا بهذا السوء ولسنا بهذا الغرور والتعالي الذي ينسبوه إلينا ! نعم هذا ما يحدث أحياناً معنا ومعك ، وربما كان هناك مبرر لهذا الشعور المؤلم الذي نحس به ، ولكن يظل السؤال الذي يفترض أن نسأل أنفسنا إياه هــو : ومن قال أن الآخرين أفضل منــا ؟ لماذا لا يكونون هم سيئين ولا يريدون من هو أفضل منهم أن يشاركهم جلساتهم وخروجهم وأنشطتهم ؟ ولمـاذا ما يكونون غيورين منـا ؟ أما السؤال الأهم هو لماذا نعطي الآخرين فرصــة أن ينالوا منا وينكدوا علينا ؟ لمــاذا نسمح لدموعنـا أن تنهمر من أجل كلام قالوه في حقنا كي يغيظوننـــا ؟ لمـــاذا نشعرهم بضعـفـنـا وقلة حيلتنا في الوقت الذي نستطيع أن نشعرهم فيه أن ثقتنا بأنفسنا كبيرة ؟ في الوقت الذي يكون فيه هناك من يفهمنا ويقدر وضعنا ويقف بجانبنـــا ؟ وشئ آخر لا بد أن نضعه في اعتبارنا وهو لمــاذا لا يكون هذا الشخص الذي يستفزنا بكلامه المؤلم ، لمــاذا لا يكون هدفـه اختبارنـا ومعرفة أي نوع من البشـر نحـن ؟ لمـــاذا لا يريد أن يصل إلى حقائق معينة تفيده هو وليس نحــن ؟ وعادة ما يتعب من مثل هذه المواقف هو الإنسان الحســاس جداً الذي يتأثر بسرعة وسهولة من أي كلام جارح يوجه إليه أو يستهدفه ولو أنه بشكل غير مباشر ، وتخيل أنت ذلك الإنسان الحساس وربما تكون كذلك بالفعل فما ذا ينبغي أن تفـعــل ؟ أحياناً يكون التطنيش هو الحل الأمثل لتجاهل مثل هؤلاء الأشخاص الذين لا يراعون مشاعر الآخرين ، ولكن بيني وبينك يكون التطنيش أحياناً وبصفة مستمرة جانباً سلبياً خاصة إذا ارتبط بالهروب المستمر من المواقف الحــرجة وعدم مواجهـتها .. ولا أقصد هنا المواجهة بينك وبين الطرف الآخـر أياً كانت صفته ، ولكن ما أقصده هو المواجهة بينك وبين نفسك .. بمعنى أنك حينما يتكرر حديث من حولك عنك وبأنك كذا كذا ، فحينئذٍ ومن دون أي زعل لا بد أن تجلس مع نفسك وتصراحه ، ليس لأن هذه الصفة سيئ فيك بالفعل فحسب بل ولكي تــأخذ الحــيطة والحـــذر في كل تصـــرفاتك المـــستقبلية التي قد يساء فهمها وتكون مدخلاً سهلاً للنيل منك خاصة إذا كنت إنساناً ناجحاً في مجال ما .. وهناك من يزعجه نجاحك وتفوقـك إننـا أحيانـاً و دون قصد بل هذه هي طبيعتنا ربما تكلمنا بشكل معين أو مشينا بطريقة معينة أو تصرفنا بشكل معين أيضاً فلربما فهم الآخرون من ذلك بأننا مغــرورون وأننا نقلد فلاناً أو علاناً وهذا غير صحيح مطلقاً بل غير صحيح تأكيد ذلك دون أن نعرف هذا الشخص عن كثب ودون أن نأخذ ونعطي معه في الكلام ، فالأقوال والتصرفات الشخصية لا تدل تماماً على نوعية وشخصية الإنسان منــا فالشخص منا وتحت ظروف معينة قد يقلد شيئاً ما سمعه أو شاهده ولكن هذا لا يعني انه جزء من هذا التصرف لأسباب عديدة ليست مجالنا .. وإنما المحك هو معرفتنا لهذا الإنسان عن قرب واحتكاكنا به عن كثـب إن المشكلة التي تتعبنا أحياناً ليست الآخرين ممن يزعجوننا بتصرفاتهم معنا وإن كان هذا جزء من المشكلة ولكن المشكلة الأساسية التي مازال الكثير يعاني منها هي أننا ما زلنا نعيش حيرة وما زالت تصورنا عن ما نريده غير واضح بل حتى أهدافنا هي الأخرى غير واضح وغير مركزة وبسبب هذا الغموض في الرؤيا فإننا كثيراً ما نتعب نفسياً من أول كلمة نسمعها فتؤثر فينا سلبياً في الوقت الذي لا تمسَّ فيه هذه الكلمة أهدافنا الرئيسية أو تعطل مسارهـا إن الأهداف حينما تكون واضحة المعالم فإننا نصل للنهاية التي نريدها بيسر وسهولة ودون منغصات وأنت حينما تنظر لتصرفاتك على إنها مشروعة ولا تضر بالآخرين ، هنا ينبغي أن تتوقف وتســأل نفسك : وماذا يعني أن يقولوا في كذا و كذا طالما أنا لست كذلــك ؟ أننا أحياناً يجب أن نفرق بين الثقة الزائدة التي نمتلكها وبين الغرور ومتى ما استطعنا أن نميز بين هذه الشعرة الخفيفة أو الخيط الرفيع بينها حينئذ سوف نرتاح ولا نفكر بما يقوله الآخرون لأن لدينا هدفاً أسمى نود الوصول إليه إجلــس الآن مـع نفســك وأحضر ورقة وقلماً ودوّن فيها قائمة بكل الصفات والمزايا الحلوة التي تعتقد أنها موجودة فيك دون مجاملـة أو مبالغـة ثم اسـأل نفسـك : هل تلك الصفات موجودة في غيرك ممن ينتقدونك وسواء كانت موجودة جميعها أو جزء منها فهذا لا يغير من الأمر شيئاً سوف تظل أنت كما أنت بكل الصفات الحلوة التي لديـك اعتبر نفسك إن شئت كتاباً مفتوحاً ــ وليس أي كتاب ــ بل كتاباً جميلاً كل صفحة فيه أجمل من الصفحة الأخرى فألوانه تسر النظر وعباراته تفتح النفس وصوره تريح القلب افتح أول صفحة فيه تجد عنواناً (( أنا )) ثم افتح فهرس الكتاب لتجدها تحتوي على عناوين رائعة ملفتة للنظر ، عناوين تشير إلى كل جوانب شخصيتـك تصفح محتويات هذا الكتاب واختر منه أي عنوان شئت،ابدأ من أول عنوان فيه ، فسوف تجد فيه نفسك ، سوف تجد إنساناً آخر بدليـــل تفوقك في مجال آخر لا يضاهــيك فيه أحــد .. وافتـــح الصفحة التي تليــــها .. وسوف ترى أن لديك قائمة لا يستهان بها من الطاقات والمواهب تنتظرك أن تكتشفها وأن تبدأ في إخراجها إلى حيــّـز الوجود ، وافتــح الصفحة التالية سوف ترى مستقبلاً واعداً بإذن الله ، مستقبلاً مليئاً بالورود الجميلة والدعوات الصادقة من كل إنسان أحسنت إليه في يوم من الأيام أو كانت لـك أيــاد بيــضاء عليه .. بل افتــح أي صفحة تشاء وسوف تجد من يمد إليك يديه ليأخذك معه إلى حيث الأمان الذي تنشده ، سوف تجد من يفتح لك قلبه لتشعر معه بالحنان الذي أنت في أمس الحاجة إليه .. بل لترى مع بداية كل صفحة ابتسامة رقيقة جميلة جذابة ترحب بك وكأنها تقول لك هيّا لا تتردد ، لا تتضايق ابتسم فأنت مع من يشعر بك ، أنت مع من يتفهم وضعك ، أنت مع من يقدر مشاعرك أنت مع الإنسان الذي لا يجد مثلك أما الصفحة الأخيرة من الكتاب فهي قصة لوحدها مكتوب في أولها أن ما أعطيك إياه من حب صادق وما أقدمه لك من مشاعر فياضة وما أشاركك إياه من أحاسيس نبيلة ليس مجاملة لطيفة لك فحسب ولكن لأنك تستحق كل ما يقدم من أجلك فهلا أريتني ابتسامتـــك دومــــاً ؟ وهــلا جعلتهـا عنوانك الدائم كي يذكرني بك ويشدني إليك ويقربني منك ؟ فمـا رأيــــــك !! =================================================================== هـمـــســــــــة
============================
قـد تستــــاء من وضعـــــــك .. قـد تحبــط من واقعــك .. قـد تنزعـج ممن حولـك .. قـد تنطـوي على نفسـك .. وقـد يصعب عليك مقاومة دمعـك ! * * * كـل ذلـك .. حينما تشعــر .. مجـرد شعـور .. أنك أقـل من الآخـرين ! حينمـا تحـس .. مجـرد إحســاس .. أنـك عبء على من تحـب ! * * * ولكـن .. لا بـأس .. لا تحـــزن .. فحزنـك يؤلمني .. لا تـذرف الدمـوع .. فدمـوعـك غاليــة .. لا تلجـــأ للآخــــرين .. وأنـا موجــــود .. * * * لا بــــأس .. دعني أكـون بجانبــك .. لأُشعــرك أنك لست وحــدك .. دعـني أقــفُ معــك .. لأ شعــرك بحـقـيـقــة من أنــت .. دعنــي أردّ .. جزءاً من ثقتـك بي .. دعنـي أراك .. وأنــت شامـــخ الــرأس .. دعني أفتخـــر بـــك .. وأنــت من نجــاح لآخــر .. * * * بـل دعني أسعــد .. وأنــا أراك أحســن النــاس .. يــا كـل النـــاس .. يــا أرق إحســـاس ..