تعرف على سبب الاختلاف بين سجيني غوانتنامو : ولد صلاحي وولد الحاج

أحد, 18/04/2021 - 15:18

خلاصات في تطوير الذات

لا تلوموا الظروف بل لوموا أنفسكم!

كلاهما سُجن في غوانتانمو ..أحدهما صحفي ورسالة دكتوراه تحت عنوان "دور الإعلام في تعزيز وحماية حقوق الإنسان"، وفضلا عن ذلك خلفه شبكة الجزيرة ، والتي تعدُّ واحدة من أكبر الشبكات الإعلامية في العالم، وقد منحته الجزيرة إدارة مركزها للحريات العامة وحقوق الإنسان، وقد جاب منذ خروجه من السجن في العام 2008 أغلب عواصم العالم مشاركا في المؤتمرات والندوات التي تناقش الحريات العامة وحقوق الإنسان.

ثانيهما مهندس لم تكن له أي صلة بالإعلام ولا الكتابة، ولا يقف وراءه أحد، بل إن دولته هي من سلمه لسجانه الأمريكي!

كان وحيدا في سجنه ولا نصير له..

اليوم لا يمكن قياس شهرة سامي الحاج الذي كان يمتلك كل المؤهلات لأن يكون شهيرا، بشهرة محمدو ولد صلاحي الذي لم يكن يملك أي عون أو أي وسيلة تُعَرِّف به.

ماذا حدث؟

في اعتقادي الشخصي أن السبب يعود إلى أن محمد ولد صلاحي حاول أن يستفيد بشكل إيجابي من ظروفه السيئة جدا في السجن، فتعلم الانجليزية في سجنه، وأخذ يكتب يومياته التي ستترجم فيما بعد إلى عشرات اللغات العالمية، وذلك من قبل أن تتحول إلى فيلم هوليودي يُعرض في كبريات صالات العرض في العالم.

عاش ولد صلاحي أسوأ الظروف التي يمكن تخيلها، ولكنه استطاع أن يستثمر معاناته بشكل إيجابي، وضعوا مئات الخطوط تحت عبارة الاستثمار الإيجابي للمعاناة، وهو ما سيحقق له فيما بعد شهرة عالمية كبيرة لا يمكن قياسها اليوم بشهرة سامي الحاج الذي سجن معه، والذي كانت تقف خلفه واحدة من أكبر الشبكات الإعلامية في العالم.

إن استثمار الظروف حتى ولو كانت في منتهى السوء، هو أقصر طريق لتحقيق النجاح والشهرة. موجبه أن بعض شبابنا يُصاب باليأس وينسحب بشكل مبكر من معارك الحياة بحجة أن الظروف لم تكن مساعدة!!!

لا تلوموا الظروف بل لوموا أنفسكم.

 

بقلم/ محمد الامين الفاظل

  

         

بحث