سجال ساخن بين اسحاق الكنتي وباباه سيدي عبد الله

أربعاء, 10/02/2021 - 14:35

سينقشع الغبار، وينطفئ السيغار، وتتوقف تغطية "الأخبار"..

تحت العنوان أعلاه كتب الدكتور اسحاق الكنتي ما يلي :

"بتّ أعاني لغه الطفل الأصل لغة النصل..

 

لغة الوصل لغة القطع الهزل..

 

ولغة الجسد.. لغة الهمس .. لغة العصر..

 

بتّ أعانى لغة المد ..لغة الحصر .. لغة الحد .... لغة الغير .. الضد..

 

لغة الرد.. لغة الطير.."

 

في السياسة، كما في الحياة العامة، تتعدد وسائل التعبير بتعدد الأهداف التي ترمي إليها "رسائل الحب والحرب". من المؤتمرات الصحفية التي تعبر عن "الحلات الخاصة" إلى التدوينات "الجميلة المنصورة" التي تتهجى تهجية ليبيا، والصور ثلاثية الأبعاد المرتبة بعناية مثلما ترتب عليها من تدوين و"تظاهر" من أجل مكتب، أو ضد مكب... جاءت الصورة ضمن وسائل التعبير "المتصاعد" ناصعة البياض نقية، ورغم ذلك احتاجت إلى "Légende" تفسر "ما الذي يحدث"، كما احتاج خروج صامت من قبل إلى بيان صاخب... ف"ما كان لمثل هذه التصرفات أن..." تنسق عبثا! لكن ما افتقر إلى التنسيق والترتيب هو الانتقال من الفاتحة إلى "آل عمران" دون المرور ب"البقرة"! صحيح أن الذين عانوا أمر "البقرة" تاهوا في الأشباه والنظائر قبل أن يهتدوا إليها ليذبحوها، فلم تكن حلوبا. إذ في "الأعراف" المرعية عند البداة النهي عن ذبح ما كان من "الأنعام" حلوبا، وهل يوجب "التوبة" العاجلة، أم على التراخي، خلاف كما في "الأنفال".

 

لا يكفي لتسخين الشارع في جو التوافق والهدوء عير من "أولاد حارتنا" الفيسبوكية، ولا نفير من وراء الحدود، ولا المصاولة بين التشاور والحوار. فمن الغريب أن يتداعى البعض للتشاور في القصر الرمادي، ومقر الحزب الحاكم ليخرج بدعوة إلى الحوار، رغم أن التشاور هو المنصوص في "الخلفية الإسلامية" والحوار مرادف للجدل!

 

إن الذين جاؤوا ثم رحلوا ثم جاؤوا ثم رحلوا لم يكن الوطن ليغفر لهم. فقد دخلوه على حرف. والذين لا يحاوروننا إلا في أحزاب مؤدلجة، أو من وراء الحدود، والذين يتطلعون إلى الأفق استمطارا للانقلابات بعد تجريمها، والذين أزكمتهم رائحة السيغار الكوبي فتضامنوا، في زمن التآزر، مع تيفريت.. أمم قد خلت من قبلها أمم سارت في نفس الدروب الشائكة.. فما أغنى عنهم جمعهم.

 

لقد "ألهاكم التكاثر" من الوسائط؛ حين عيي المقال وبهت التدوين، فما أغنت عنكم الفوكالات، ولا نفعتكم الفيديوهات.. "حتى زرتم المقابر" تناجونها "وما أنت بمسمع من في القبور"، وتطلبون منها المدد.. "ضعف الطالب والمطلوب".

 

سينقشع الغبار، وينطفئ السيغار، وتتوقف تغطية "الأخبار".. "فماذا بعد؟ وفيما البعد!" "قل أعوذ برب الناس..."

الدكتور اسحاق الكنتي

 

وجاء رد الاعلامي باباه سيدي عبد الله تحت عنوان :

خِلتُك تستحي يا إسحاق!

منذ سنوات، منَّ الله عليّ بأن حظرني إسحاق غداة وقْعة (أرْز القديمة) فما عدتُ أطّلِع على ما يكتبه فى هذا العالم الافتراضي.

بلغني بعد ذلك أنه استمات فى صف دُعاة المأمورية الثالثة، وله مع الاستماتة ذِكْر ممتدٌ-مِفَرّاً لا مِكَرّاً- من (سرْتْ) إلى ( عين الطلح)!!!

و بلغني تحريضُه على (رجل الظل) ثم اعتذاراتُه التي تبعث على الشفقة.

اعتقدتُ أنْ لا مكان لأمثال إسحاق فى نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (وليس العدواني) كما أسماه إسحاق ذات يوم، فقد ظل إسحاق تابعاً لرأس النظام السابق يُدير له ثلة من صغار الكَتبة وأيتام خلية إعلام الرئاسة همّهم التشكيك فى قدرة النظام الجديد على قيادة البلاد، ولهم فى هذا تدوينٌ وتسجيل وتصوير.

اليوم توصّلتُ بمكتوب جديد لإسحاق يبدو من سطوره أن آمِره قد ضاق ذرعًا بالأمواس الثانوية les seconds couteaux التي يحركها إسحاق فى الخفاء والتي لم تفلّ عضد نظام الرئيس غزواني بإساءاتها الشخصية وتحاملها المكشوف.

تهجّم إسحاق على صورة (ثلاثية الأبعاد) وقف أصحابها الثلاثة ضد عزيز علناً وأشهروا دعمهم للرئيس غزواني، فصاروا بذلك أعداء ألداء للآمر (عزيز) والمأمور( إسحاق).

انكشف إسحاق فى محاولته إسقاط أحداث مسلسل (رسائل الحب والحرب) على الواقع الموريتاني اليوم؛ حينما مثّل عزيز بالصمود الفلسطيني- اللبناني فى مواجهة الجيش الاسرائيلي ( غزواني ونظامه ولجنة التحقيق البرلمانية)، و لإسحاق سوابق فى هذا التصنيف كما فى مقاله ( حتى أنت يا بروتوس!).

يقول إسحاق إن نصي المرفق مع الصورة ثلاثية الأبعاد "افتقر إلى التنسيق والترتيب" فى انتقاله "من الفاتحة إلى "آل عمران" دون المرور ب"البقرة"!.

أنا ،يا إسحاق، ضربتُ صفحا عن الذين تشابه عليهم البقر، وضالّتي آخذها من القرءان حيثما ثقِفْتُها، ولا يثنيني (المنافقون) و(الهُمزة) الذين يربطون ليلهم بنهارهم لتسخين الشارع في جو التوافق والهدوء، ففى مثل هذه الأجواء لا مكان لأمثالك من أتباع عزيز المتندّرين فى مجالسهم بأن النظام القائم أوهن من بيت (العنكبوت).

و حين كتبتُ عن مكب (تفيريت) كتبتُ، باسمي الشخصي، منبها إلى مكائدكم ودسائسكم التي تتناسل كلما دنت المحاكمة، فليس لنظام محمد ولد الغزواني عدو سواكم، فأنتم بارعون فى صناعة الأعداء، وجِلون عند الطّعان.

و"الذين جاؤوا ثم رحلوا ثم جاؤوا ثم رحلوا" سيظلون سندًا قويا للرئيس غزواني وشوكة فى حلق آمرك، وليس لك ولا له فى الحديث باسم الوطن حرف ولا لسان.

أما كلامك عن "استمطار الانقلابات" فمردود عليك، لأن الذين حرضوا على الانقلابات والقتل وتفكيك المجتمع كلهم من ذباب آمرك الذي يتبجح بعدد انقلاباته، وقد أوشك أن ينفذ منها طبعة جديدة قبل سنتين، لولا لطف الله ويقظة الرئيس غزواني وأجهزته الأمنية.

ثم إن الذين"زاروا المقابر" زاروها بروراً بآباء وأمهات منعهم آمرك ،ظلما وعدوانا، من زيارتهم وهم أحياء، و أنصفهم الرئيس غزواني فكانوا له من الشاكرين.

حربك ضد الشيخ الددو، وضد التيار الإسلامي فكرًا وأعلامًا وإعلامًا لا أظنها مُطيلة عمرك على مقعد أو مُنزِلتك منزلا أسمى مما اوصلتْك إليه فى عهد عزيزك، فكُفّ أذاك عن الناس يا إسحاق.

لقد قطعتَ تذكرة ذهاب بلا عودة، ولو كنتَ داعما حقيقيا للرئيس غزواني الذي احتفظ بك فى زاوية من مبنى الحكومة لَصوّبتَ كتاباتك إلى خلايا آمرك و نافحتَ عن نظام تعيش على "تعويضاته" و " تَذاكره"!!!

لكن ولاءك لعزيز وأعداءك هم أعداء عزيز، فهل لا امتلكتَ شجاعة الاعتراف والمواجهة؟

لقد خلتُك تستحي يا إسحاق!!!

باباه سيدي عبد الله

 

  

         

بحث