معلومات هامة عن أقوى رجل في البلاد قبل الاستقلال(ح3)

اثنين, 08/02/2021 - 21:47

أما الرئيس ولد داداه فكان من دعاة النظام الرئاسي الذي يجد تطبيقه الصارم في الجمهورية الخامسة، حيث وقف الجنرال ديغول بحزم وراء تغيير دستور الجمهورية الرابعة ليصبح للرئيس سلطات واسعة ويتراجع نفوذ البرلمان.

وبغض النظر عن أي الفريقين أشد وطئا واقوم قيلا، فذلك نقاش بين فقهاء الدساتير لا يعنينا هنا، بل ما يهمنا أن سيدي المختار كان يرى ضرورة إعطاء البرلمان سلطات واسعة وتشجيع الحياة الحزبية وتمكين جميع الأصوات من التعبير، في حين يميل ولد داداه إلى جعل الحل والعقد بيد الرئيس وتقليص دور غيره من السلطات خصوصا السلطة التشريعية وتوحيد جميع الأحزاب في حزب واحد يعمل تحت نظر الرئيس ووفق توجيهاته. وكان لا بد أن يحسم الأمر لصالح طرف من الأطراف فأقصي سيدي المختار وبذلك ودعت الدولة الموريتانية أحد أبرز دعاة التعددية وأنصار الحزبية.

وقد ظل سيدي المختار وفيا لمبادئه ثابتا على موقفه السياسي فحيندخل نظام الرئيس ولد داداه في حوار مع حركة الكادحين في بداية سبعينات القرن الماضي دعا ولد داداه صديقه السابق سيدي المختار واستشاره عن رأيه حول ما ينبغي أن يكون عليه الحوار مع الكادحين؟ فأشار عليه سيدي المختار بأن يشرع للكادحين حزبا سياسيا جديدا، لأن سماع أي نظام لصوت مخالف خير له من احتواء أصوات كثيرة. لكن الرئيس المختار، ظل وفيا لقناعاته وأعرض عن رأي "سيديل".

وقد توفي سيدي المختار ولد يحيى انجاي عن واحد وثمانين عاما وذلك في 25 يناير 1997 رحمه الله رحمة واسعة.

وثائق ولد يحيى انجاي.. علاقات مع مختلف مناطق موريتانيا

بين يدي بعض وثائق سيدي المختار ولد يحيى انجاي ومراسلاته الخاصة تعكس صلاته بمناطق موريتانيا كلها وسأكتفي بوثيقتين اثنتين وثيقة عن الحوض وأخرى عن الترارزة:

الوثيقة الحوضية عبارة عن رسالة من محمد محمود ولد بوعسريه إلى سيدي المختار ولد يحيى انجاي، وتتحدث الوثيقة المكتوبة بالفرنسية عن الحالة السياسية في مقاطعة تامشكط، والتوازنات السياسية بالمنطقة التي يبدو أن ولد يحيى انجاي زعيم حزب الاتحاد التقدمي الموريتاني كان معنيا بها.

أما الرسالة الثانية فهي عبارة عن محضر اجتماع بعثته قبيلتا تندغة والمدلش إلى ولد يحيى انجاي وكانت حمى الانتخابات حينها مسيطرة على موريتانيا وكانت كل جماعة تنتخب مستشارا عنها.

وهذا نص هذا المحضر المفيد:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم. أما بعد فسلام أسنى وتحية حسنى، سلام تحسد العيونَ الأنوفُ إذا فاحْ، وينعكس الأمر منه إذا لاحْ، سلام كنشر الروض غِبَّ سحابهْ..إلخ.

من جماعة تندغَهو المدلش إلى السيد السديدْ، وقاهُ الله شرَّ القريبِ والبعيدْ: سيدي المختار بن يحيى انجاي. موجبه أن تسعى لهم في نجاح ما انتخبوه لأنفسهم في شأن "كونْصَيْ"؛ فإنهم انتخبوا أحمد بن عبد الله.

ومن الجمهور المذكور: من تندغه المثلوثة: محمدن بن أبي بكر وأحمد بن مينوكومحمدن بن اليدالي.

وأهل أعمر أگدِبيجَه بأمر من: أبي بن الزائد نائبا عن أهل عبد الله، وبأمر من اگليگمْ نائبا عن غير أهل عبد الله من أعمر أگدبيجَه ومن معهم. ومحمدن بن حمديْت نائبا عن أهل أگدَ يحيى.

ومحمد بن مني نائبا عن المختار من أهل بوحبيني. وآدَّه بن محمد نائبا عن أهل عباس. ومحمد عبد الله بن احميد بن باهي من أهل محمذن بن بوحبيني، ومحمد بن خنا من أهل انگرانْ، واطفيل بن جيجي من أهل مختار الله من أهل بوحبيني. وحبيب بن لولي واباه بن المصطف من إدميجنْ، وعبد الله بن بليل من أهل عبيد أگد المصطف.

والإمام بن الشريف ومحمد الأمين بن حوم الله من المدلش.

محمد بن أبي بكر لقط شروط الشح في الرخاء.

(توقيعات جميع المذكورين في المحضر)

سيدي المختار ولد يحيى انجاي وادب السياسة

كان همام رحمه الله تعالى يلقب ولد انجاي بـ"ولد الخالَه" فكلاهما أخواله أولاد بالسباع.

وكان همام ذا حضور قوي في السياسة الموريتانية في خمسينات القرن الماضي وذا علاقات واسعة بمركز النفوذ في جميع ولايات موريتانيا.

وفي هذه الطلعة يذكر همام جوانب من التجاذبات السياسي.

ملاحظة : هذه السلسلة التي ننشرها على حلقات هي بقلم الباحث الكبير الدكتور/ سيد احمد الامير

يتبع ان شاء الله.....للعودة للحلقة الثانية ,اضغط هنـــــا

       

بحث