تعرف على تاريخ إحدى أهم القبائل الموريتانية

ثلاثاء, 02/02/2021 - 11:04

البافور
توصلت بعد بحث طويل إلى أن بافور لفظ طارقي مكون من مقطعين: أبّ أفرْ: الوجه الخفي، أو القناع ويقصد به اللثام والملثمون.
تذكر المصادر الرومانية قبيلة البافار قبل القرن الخامس الميلادي، ثم اختفى ذكرها بعد ذلك التاريخ، لنجدها في آدرار حيث قامت مملكة عاصمتها (آزوگي) وهو لقب امرأة طارقية مشهورة  تسمى تين هنان (ناصبة الخيام) و تلقبها المصادر العربية ب(تيزگاي العرجاء) وهي المؤسسة الفعلية لدولة الملثمين الأولى والجدة "الإسمية" لصنهاجة ولمطة حسب ابن حزم.
وظل اسم البافار (وينطق محليا بافور) علما على آدرار إلى عهد الحضور البرتغالي على الشواطئ الموريتانية منذ القرن 14م.
لكن الذاكرة المحلية تخلط بين الجبل وسكانه، إذ يطلق الاسم  على قبائل الملثمين الأولى من لمطة وهسكورة والزغاوة، وهم البافوريون الأصليون، ثم جاءت قبائل صنهاجة من المرابطين واستولت على الجبل فصار يطلق عليه جبل لمتونة، ثم عادت إليه بقايا البافور الأوائل مع خليط سكاني من أعراق شتى (الشلوح، الگوانش من شعب الكناري ..) مع بقاء فئام من لمتونة ومسوفة، وفي هذه الفترة شاع اسم جبل البافور في الكتابات البرتغالية.
بعد سيطرة دولة ابدوكل على آدرار وحروب شرببه الأولى ونتائجها، أصبح هنالك واقع جديد، يطلق فيه اسم (طلبة بافور) على المجموعة المهاجرة من هناك، فضلا عن أتباعها من المغلوبين في تلك الحرب.
الوجود البافوري الأول ظلت جيوبه قائمة، لكنها تعرضت لشبه إبادة على يدي الموجة الأولى من عرب المعقل لاسيما من قبيلة أولاد عقبة.
بقي البافوريون الأوائل تحت أسماء مختلفة، في عداد الزوايا والطلبة والحلفاء والأتباع وتفرقوا أيدي سبا، واندمج بعضهم في قبائل صنهاجية وعربية وأصبح الاسم يطلق أحيانا على قبائل صنهاجية خالصة سكنت في بافور القديم في أيام المرابطين أو بعدهم بقليل.
الخلاصة أن بافور اسم أطلق على قبائل الملثمين القديمة، ثم على سكان آدرار من صنهاجة أو القادمين عليهم، ثم صار لفظا قادحا بسبب الهزائم التي منيت بها مجموعة بافور على يدي المرابطين ثم بسبب الغزوات العربية.
وجدت علماء من البلاد ينتسبون إلى البافور، وذلك في مصادر محلية ومصرية ترجع إلى القرن السابع الهجري، وهنالك اليوم قبائل وأسر تنحدر من البافور القديم لكنها صارت تحت عناوين أخرى؟

الدكتور حماه الله ولد السالم

       

بحث