على الرغم من الخسائر الفادحة التي سببها فيروس كورونا في شتى نواحي الحياة فإن بعض المنح قد تخرج من طي هذه المحنة التي اجتاحت العالم أجمع، كما يقول ستيفن إم والت في مقاله بمجلة فورين بوليسي الأميركية.
ويعلق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد بأن الناس ليسوا بحاجة لمن يخبرهم بأن الحياة قاتمة جدا هذه الأيام، كما أنه لن يفيدهم تذكيره لهم بأن العواقب السلبية للوباء ستستمر لفترة طويلة بعد زوال هذه الغمة.
ومع ذلك، كما يقول والت، فإن الشخص الواقعي يمكن أن يرى بصيصا من الأمل في ظروف الحاضر القاتمة هذه ويظن أن ما نمر به اليوم قد يكون له في نهاية المطاف بعض العواقب الإيجابية.
وبهذه الروح المتفائلة يقدم الكاتب ما يظن أنها جوانب مشرقة في طي هذا الوباء.
1- تغير المناخ يتباطأ قليلا
فقد أدت الغيبوبة التي أصابت الاقتصاد العالمي إلى خفض استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير، وبالتالي تقليل تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والميثان وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، وتباطؤ معدل الاحترار العالمي. وتبدو السماء الآن صافية، ومن المحتمل أن تُراجع تلك التوقعات المقلقة عن الاحترار المستقبلي في اتجاهات أكثر تفاؤلا.
ومن المحتمل أن يؤدي الاكتشاف الذي يمكننا من إنجاز الكثير من الأعمال المفيدة باستخدام "زوم" وغيره من منابر عقد الاجتماعات المرئية إلى وهن السفر الرسمي في المستقبل، وبالتالي انخفاض حركة الطائرات التجارية حتى بعد بدء التعافي.
وقد يشجع نقص اللحوم الناتج عن إغلاق المسالخ بعض الناس على التحول إلى أنظمة غذائية أقل استهلاكا للحوم، مما يحسن الصحة العامة ويقلل انبعاثات غاز الميثان من هذه الماشية.
2- المرأة أفضل في السياسة
الآن قد يدرك الجميع تقريبا أن الدول التي تقودها النساء تعاملت مع الوباء بشكل أفضل بكثير من تلك التي يقودها الرجال. هذا لا يعني أن بعض القادة الذكور لم يقوموا بعمل جيد، ولكن من المدهش أن تتفوق رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين والتايوانية تاي إنغ ون على الغالبية العظمى من نظرائهن الذكور.
ويعلق الكاتب بأن كورونا ربما فقط سيعلم الناس، وخاصة الأميركيين، أن إيجاد دور أكبر للمرأة في حياتنا العامة سيكون عادلا وذكيا، كما فطنت إلى ذلك الكثير من الدول الأخرى بالفعل.
3- المؤسسات العامة تبين أنها شيء جيد
البيروقراطيات الحكومية مملة وغير فعالة، أما الحوافز ومزايا الأسوق التنافسية فلها أهميتها.
4- ترك حرية التصويت للناس
يرى الكاتب أن جوهر الديمقراطية الحقيقية هو مجموعة المؤسسات التي تتيح للمواطنين اختيار قادتهم في عملية حرة ونزيهة. والعديد من الديمقراطيات تفشل في الارتقاء إلى هذا المعيار بجعل التصويت لبعض الناس أصعب من غيرهم أو عن طريق تزوير الدوائر أو الإجراءات الانتخابية.
ويتمنى الكاتب نهاية مقاله أن تبرز هذه الجوانب المشرقة كما يأمل بالرغم من العقبات الواضحة التي لابد من مواجهتها، ويقول إن تعلم الدروس الصحيحة واستخلاص كل ما يمكن من هذا الموقف الصعب هو أفضل الطرق لتكريم أولئك الذين عانوا وصحوا بالفعل والعديد من الذين سيفعلون ذلك الأشهر المقبلة.
المصدر : فورين بوليسي