كاتب موريتاني مشهور يفتح النار على غزواني(ج4)

ثلاثاء, 01/12/2020 - 16:36

أحد السياسيين المعارضين الكبار ، حين سألته كيف لا تتحركون ، أجابني : "صدقني، أشعر كأنني مسحور"

كان هذا الجواب مؤلما و مسكتا لو كان في السكوت حل، لكن الأجمل فيه أنه يحيلنا إلى حزمة الأسئلة الضائعة: لماذا نسكت.. إلى متى نسكت.. ماذا يحصل؟؟؟ 

أريد من أي عاقل أن يعطيني سببا واحدا ـ و لو نصف أو ربع مقنع ـ لسكوتنا اليوم !! 

نعم، لا أعتقد أن من بيننا اليوم صادق لا تدندن هذه العبارة في أعماق نفسه "صدقني، أشعر كأنني مسحور"

لقد أعطيا كل شيء لغزواني (شيك على بياض)، في بيعة أشراف، لم نساوم فيها و لم نطرح فيها شروط العرائس، لنكتشف اليوم بوضوح أن الرجل لا يخجل و أننا فعلا أعطينا ما لا نملك لمن لا يستحق. و هنا وجب الاعتذار لشعبنا عن سوء حظنا لا عن سوء تقديراتنا لأنه ما كان يحق للمعارضة أن تحاكم النوايا حتى رغم عدم اعترافها بنتيجة الانتخابات المغتصبة.

لن نسكت بعد اليوم و سيكون كلامنا على حجم استغراب سكوتنا كل هذه الفترة الضائعة من عمرنا.. سيكون على قدر وقاحة تعاطي هذه المافيات المتوالدة مع شعبنا المخذول و في حدود ما نمنح أنفسنا من حرية لا ما تحدده لنا عصابات القضاء الحامية لمنطق القهر.

 

ماذا كان يطلب من المعارضة و الشعب للمساعدة في نهوض مشروع غزواني لو لم يكن زبد أكاذيب يستحيل أن يقوى على القيام ؟

ربما كان ازدراؤك بردة فعل هذا الشعب المكلوم هو ما جعلك تنام قرير العين بعد كل عشاء فاخر ..

ربما كان اعتمادك على القوة القهرية كما ظهر في أحداث الجامعة (25 سنة) هو ما سيعجل نهاية حكمك أقرب مما نتخيل..

أول علامات خلخلة نظام طيب الذكر ، الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ، رحمه الله و أسكنه فسيح جناته، كان على مستوى وسائل الإعلام:

من يستطيع اليوم من بين المائتي موقع و صحيفة و قناة في البلد، أن يتحدث و لو بخجل، عن فساد ولد عبد العزيز ؟

ألم تلاحظ ـ حين يوزع وزيرك 200 مليون عليها ـ أنك تغذي أعداء موريتانيا من قوت شعبها البائس؟

ألم تلاحظ حين يتكلمون بخجل عن فساد العشرية، أنهم يشيرون بذكاء إلى فسادك؟

ألم تلاحظ ـ حين تفتح مواقع "الريادة" ـ أنك لم تزل قابعا، بالنسبة لهم، في مكتبك الخاوي على عروشه بالقيادة العامة للجيوش، الأكثر وهمية من تربعك اليوم على عرش الوهم؟

 و ليسمح لي من لم يتعلموا من تراث حضارتنا المجيدة غير آداب الأكل ( الصمت و "مما يليك") .. 

    

لم يُخفِ هذا الخطاب البائس أي شيء من عجز ولد الغزواني و تخبطه و محاولات التفافه على الحقيقة بما يثير الشفقة عليه أكثر من أي شيء آخر..

و رغم سنين الجمر و الخجل و النهب، ليست لدى موريتانيا اليوم مشكلة مال و لا ديون و لا نقص في الكوادر و لا انسداد آفاق و لا حرب و لا حصار و لا صراع سياسي؛  إن مشكلتها الوحيدة.. مشكلتها المخجلة.. مشكلتها التي يتفق عليها الكل اليوم بإجماع، هي ولد الغزواني. و حين يتم تشخيص المرض بشكل صحيح يكون من النادر أن لا يتم التغلب عليه، لا سيما إذا كان من أقدم أمراض المنطقة المعروفة .  

على هذا الرجل أن يرحل اليوم، اليوم و ليس غدا.. أن يترك موريتانيا لأهلها ؛ بلدنا لم يعد يتحمل عبثكم و استهتاركم و غباءكم و عدم إحساسكم بأي قدر من المسؤولية .. بأي قدر من آلام شعبنا .. بأي قدر من مرارة واقعنا..

على هذا النظام المحاصر من داخله بالفضائح المالية و الأخلاقية أن ينتكس ؛ لستم على مستوى المسؤولية .. لستم  أهلا لهذا المقام.. لستم سوى من أنتم في أعلى تجليات بشاعتكم.  

 لو كانت المعارضة الموريتانية

يتبع ان شاء الله....

لقراءة الجزء السابق من المقالة يرجى الضغط هنـــــــا

  

         

بحث