لو كان قلبك من الحجر ستبكي حتما لقصة الفتاة منى المريضة

خميس, 05/11/2020 - 15:36

أخفت سرها لتُفرح أهلها


هذه قصة عن فتاة صغيرة , تألمت بداخلها فترة طويلة , دون أن تخبر أحدا من عائلتها ,
وقد نقلت هذه القصة الحزينة إليكم إخوتي الأعزاء لتعلموا أنه ما زال في هذه الدنيا أناس يملكون قلوبا كبيرة..قلوبا طاهرة ,مستعدة للبذل والعطاء وللتضحية في سبيل إسعاد الآخرين ولو كان الثمن هو الموت.


حتما , أعزائي ,ان هذه الفتاة قد عانت ما عانت في صمت.
اشترت فرحة أهلها بمعاناتها
لا اطيل عليكم ..اقرءوا قصتها التي ترويها بنفسها  
:
:يكاد المرض يفتك بجسدي ..
يحاول القضاء على بسمتي ..
يحاول القضاء على طفولتي ..
لم أكمل بعد عامي العشرين ..
لقد افترس هذا المرض جسدي بأكلمه ..
بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي ..
وتوالت الوخزات ..
وبدأت نوبات الألم ..
تألمت بصمت ..
لم يشعر أحد بمرضي الخطير ..
كنتُ أصبر على المرض ..
أخفيه عن أعينهم ..
لا أريد أن يصيبهم الحزن ..
مرت ليالي عديدة وانا ابكي وأتأوه بصمت ..
ومع مرور الايام ..
بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي
لبقية أعضاء جسدي النحيل
 ..
إلى أن وصل لأخمص قدميّ ..

بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينيّ البريئتين ..
بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ ..
كنتُ متردده في الذهاب للطبيب ..
ولكني وصلتُ لحالة لا استطيع فيها تحمل مزيد من الالم..



ذهبت وكنتُ متوقعه ما سأسمعه ...
أجريت الفحوصات اللازمة والمملة في نفس الوقت..
تقدم اليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه ..
سألني كم عمركِ يا صغيرتي
أجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة أشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة
 ..فقلت مرة أخرى :
..سأكمل عامي العشرين يا دكتور
الاعمار بيد الله
 ..
ولكن أشعر بأني لن أكمله ..
فالمرض قد سيطر على جسدي

فقال وهو يحاول إخفاء دموعه عني :
صغيرتي .. منذ متى وأنت تعرفين عن معاناتك ومرضك.
قلت : منذ سنه
 ..
ومَن يعلم من الاهل غيرك...
لا احد .. سوى دفاتري وكتبي
 ..
فقـــط ..
نعم .. لم أخبر أحدا .. حتى لا يعيشوا في حزن ابدي..
فأنا أعلم أن والدتي ستحزن كثيرا لفراقي ..
لأنني ابنتها الوحيدة ..
ولطالما حلمت بأن تراني بملابس الزفاف ,
وتحمل اطفالي على كتفها . . وينادونها جدتي
..
ولكن هيهات ..
فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقَ الا القليل ..
ولكني ما زلت أقبل رأس ويد والدتي صباحا ومساء وبوجه مشرق ..
وأداعبها كما كنت أفعل دائما  ..
لأنني لا أريد ان أشعرها بأي تغيير ..
حاولت أن أخبر أخي ..
ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه ..
يأتي ليلا لغرفتي منهكا ..
يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..
يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا ..
وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر الى اسبانيا ..
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم..
الذي لم يبقَ عليه الا خمسة اشهر ...
فكيف أخبره بمرضي .. وهو في غاية السعادة
أتود مني يا دكتور أن أقتل فرحته
..
أما والدي .. فأنا كنت طوال عمري خجولة منه..
رغم أنني دائما أختلس النظرات إليه..
فانأ أحبه كثيرا .. وأراه قدوتي..
كنتُ احلم بفتى أحلام يشبه والدي ..
هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم أخبر أحدا من أهلي..
حتى لا يعيشوا الحزن..
فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه..
ولما رأيتُ السعادة تشع من عيني والدتي ووالدي..
فرغم مرور 30 عاما على زفافهما..
الا ان الحب ما زال قويا بينهما..
دكتور..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله ..
لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصية صغيرة .. أتمنى ان تسلمها لوالدتي يوم وفاتي..
صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء..
اطمأن يا دكتور ...ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الايمان .. لما استطعت أن اصبر هكذا على المرض..
ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي..
هل تعدني بذلك..
حسنا .. أعطيني الصندوق..
ولا تنسي أخذ الادويه..
متى أمرّ عليك يا دكتور؟..
تعالي بعد أسبوعين .. وان شعرتِ بتعب فاتصلي بي فورا
حسنا
..
الى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبتُ لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي..
أخذت أدويتي ..
واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحة..
ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات..
وفُتِحت الوصية ..
وقرأها الدكتور ..
قرأها والكل بكى معه..
قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة.. لقد كتَبَتْها بخط جميل ..
كتبت لوالدتها : أحبكِ أمي .. كنتِ صديقتي .. أختي ..
والدتي .. اعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أستطع ان أخبرك بأني مصابه بالسرطان ..
لم أَشَأْ أن تسهري معي وترَيْ نوبات ألمي ..
لم أُرِدْ أن أقتل الابتسامة من على محياك الجميل..
والدتي .. أتعلمين... كنتُ أحسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن..
حسدتك مرارا على حب والدي لكِ ..
فلم أرى في حياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بالزواج من شاب مثل أبي...
 
ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين
 ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيدة عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر إليك....معجبات بك..
.. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
إن رزقك الله بطفلة .. فاطلق عليها اسمي ..(منى)
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري
 ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلبي لك..
والدي انت مثال الاب الرائع .. لن أوصيك بوالدتي..
لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق.. ومودة خالصة وتقدير واحترام.
دكتوري العزيز.. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سر "منى"
 ..
لا تنسوني من الدعاء..بالمغفرة والرحمة

 

توقيع : الصابرة المحتسبة مُنــــــــــــــــى 

 

أعدت هذه القصة للنشر وصححتها لغويا ونحويا وأضافت إليها إضافات لا تُخل بالمعنى ولا تؤثر في المبنى هيئة تحرير(موقع الجواهر).

       

بحث