سريعا أكد اغلب القوم أنهم حملوا أوزارا مع أوزارهم من زينة القوم وحثوا الخطى خلف قائد قذفت به صروف الدهر في فوهة زمن تنكر لأهله وعرّف عن نفسه حينما استباح هتك قيمه وتدمير منظومته ومشوا على رؤوسهم حتف أنوفهم وكأن مارد العوز وشيطان الغريزة وانتقام الجبناء سيطروا على قلوبهم وعقولهم فمشهد القوم خلف الرويبظة يدلك مباشرة على صدق حديث الهادي عليه السلام وإعادة تكرار سجايا قوم لا يتناهون عن منكر فعلوه تطغى على غيرها من عادات امة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح لأخ الملة والوطن حتى استمرأ المارد حشد الدعم لافكه وقبلت رؤوس الحراب استخدام الغنيمة لطرح الأخ القائد على منبر التشهير والقذف والسب والشتم وكأن لا تاريخ مشترك ولا صلة ربطت ولا عشرة جمعت بين المارد الهارب صوب الخطايا والقائد الثابت الصامد وسط الإعصار الرافض لمصادرة جهده المؤكد صدق إيمانه بالعدل وبجدية الممارسة التي هيأ أرضيتها وفرض احترامها متخذا من نفسه المثال الحي للفهم الدال على عمق احترام روح الجمهورية مهما تكالب القراصنة وصناع المؤامرة ومها غابت او غيبت شهادات حية ولحظات صدق لا تزال ذبذبتها تتردد عبر الأثير وعلى الموجة القصيرة . دعاية كاذبة توشك ان تفتك بصورة البساطة والعفوية التي ميزتنا ردحا من عمرنا ونحن نخوض غمار معاركنا على الأرض الجرز لنعيش طقوسنا ولنثبت حقنا ألحصري في البقاء أحياء شموخا لمن سعى للشموخ سعيه ولمن رفض وعجز ان يعيش حسب المتاح من عطاء القدر ومن جهده حتى وان أكدت مناسبتنا النشاز الحالية ان شكل الجهد والعطاء تشوهه الاطماع والغرائز وقوة حضور النوايا الخبيثة وغموض ارادة رفضها من موقع الرفض المؤثر والمطالب بحياد ادارة النوايا المختلفة وحسن شمولية ادارة الازمة التي تهاوت بسببها اسهم مشاركتنا في حضارة الكون وشوهت ماضي ممارستنا وتطبيقنا لقيم الايثار والترفع وعدم نسيان الفضل بيننا . لا سبيل لتأكيد الخطأ والوطن لا يمكن حجب لحظاته والذين يحاولون حصره في شخص او زمن محدد بعناية مكر فائقة انما يحاولون اثبات ضعف قدرات تطوير الإطار الحاضن لكل المواطنين الذين تقطعت بهم السبل او استقر بهم القرار هنا في هذه الخريطة الجغرافية المحددة والمتميزة بتاريخها العتيق الصارخ والمعاصر المترنح بين العفو والانتقام وبين الحجب والإفشاء فثنائيات الاصل والفصل والتحخصص والامتهان وحتى الحقوق والواجبات هددت وتهدد الاطار و تعيق كتابة التاريخ ولا تسمح بالمصارحة ولا المكاشفة ولا بتجاوز اخطاء السلف دون ان يدفع احد الفصائل الثمن من حقه ومن حظه ومن امتيازاته المشروعة في الوطن القومي بعد ان تجاوز الجميع لحظات طاغية ومؤلمة ومؤسفة من تاريخ ممارسة الظلم والقهر والتفاضل الكاذب تحاول اليوم عصابات النفث والتدليس والشعوذة رد الجمهورية الوطن اليها حتى لا تختلط الجهود لمواجهة التحدي وحتى لا يستفيد ابن الوطن المظلوم من نيل حقوقه واداء واجباته دون من او دون اذى. ان تصحيح أي لحظة من لحظات الوطن غاية الجميع لكن كيف نصحح ظل العود الاعوج وكيف نبرر الانتقام حينما نمنح للخصوم صلاحيات الذبح واختيار الاضحية ؟ وكيف يرضى اخ الملة والمهنة والوطن والحياة ان يظل كالمتفرج على الرهط وهم يفسدون ويشوهون ويكذبون ، اولم يتأكد بعد ان بضاعتهم مزجاة مغشوشة وكيلهم مطفف ... ؟