ممارسات خاطئة ترقى للخيانة من بعض رجال الامن

خميس, 10/09/2020 - 15:11

 

حين نكتب عن قضية كهذه ,لا نهدف الى التشهير أو توجيه الانتقاد لأجهزة نُكن لها كل التقدير والاحترام على ما تقوم به من جهود جبارة لتأمين حياة المواطنين وأموالهم وأعراضهم , وإنما القصد تسليط الضوء على ممارسات فردية خاطئة ,أو على حادثة بعينها لعل ذلك يسلط الضوء على بعض التصرفات التي قد تجلب الضرر للوطن ,ومن واجبنا ـ على الاقل ـ التنبيه على تلك الاخطاء مهما كانت في نظر البعض بسيطة ,لأن أضرارها قد تطال الجميع.

الواقعة رواها أحد الاخوة القادمين من إحدى الولايات الشرقية وكان شاهد عيان عليها ,حيث يروي "للجواهر" ما حدث قائلا :

كنت عائدا الى العاصمة نواكشوط بعد عطلة قضيتها بين الاهل والاصدقاء ,وأثناء توقفنا الروتيني عند نقطة أمنية ,طلب مسؤول النقطة من سائق "الباص" أن يحمل معه رجل أمن بملابسه الرسمية الى نواكشوط ,فاستجاب السائق لطلبه.

إلى هنا والامر عادي ومنطقي ,ويدخل في باب تقدير واحترام السائقين لرجال الامن وتقديم المساعدة لهم ,خاصة اذا كانت لديهم مقاعد خالية من الركاب ,لكن ما حدث بعد ذلك هو الامر الخطير الذي ما كان ينبغي أن يحدث.

يقول الاخ المسافر : لما وصلنا المدينة التالية توقفنا للاستراحة عند مكتب الشركة المالكة "للباص" ,حيث وجدنا مسافرين آخرين على وشك المغادرة في حافلة أخرى ,فما كان من مسؤولي الشركة الا أن طلبوا من رجل الامن المسافر معنا أن يركب في "الباص" المغادر لأنه يحمل أجانب غير مسموح لهم بدخول البلاد ,ولأن وجوده في المقعد الامامي معهم سيكون مُسهلا لمرورهم ومساعدا على تجاوز أية حواجز أو نقاط أمنية في الطريق ,فوافق على الفور ,حيث انتقل الى الحافلة الاخرى بهدف تأمين الاجانب من أن تطالهم يد الاجهزة الامنية وكأن مهمته أصبحت محصورة في تأمينهم حتى يصلوا وجهتهم بأمان.

إن استغلال رجل أمن في أمور غير شرعية قد تعود بالضرر على البلاد ,وتخرق القوانين والتعليمات الخاصة بإغلاق الحدود وعدم السماح للأجانب بدخول موريتانيا خشية نقلهم لأمراض فتاكة أو إدخالهم لمواد محرمة ,استغلاله بهذا الشكل مقابل أجرة مضاعفة هو جريمة في حق الجميع ,كما أن قبول رجل الامن للعب هذا الدور غير الشريف ربما يرقى لخيانة الوطن أيضا.

 

افتتاحية (الجواهر)

       

بحث