هذه تجربتي في الزواج والطلاق أقدمها للشباب من الجنسين بصدق وصراحة (2)

أربعاء, 10/06/2020 - 15:26

تلك الأمور التي تتعلق بالأخلاق والتعامل .. بالمودة والرحمة .. لم أصبر مدة طويلة حتى تصحح باقي أخطائها والتي من الصعب تصحيحها لأنها متعلقة بشخصيتها وطبيعة حياتها .. لم أعد أطيق البقاء معها .. فات الأوان .. أصبحت أكرهها بشدة .. أكره النظر إليها .. أكره بقاءها عندي .. كرهتها بحق .. ولذلك عزمت على الطلاق من جديد .. فطلقتها بالفعل .. طلقتها وبدأت أحس بالراحة من دونها .. طلقتها بعد اتفاق بيني وبينها وأهلها على هذا الحل النهائي .. لم أحاول قط إهانتها بهذا الطلاق .. لا هي ولا أهلها .. ذهبت لوالدتها وقبلت رأسها وشكرتها على ثقتها الكبيرة بي واعتذرت لها بأنني بذلت كل ما أستطيع .. فلم أجد جوابا .. وكانت مسلّمة بالأمر الواقع.. كانت تعرف هي ووالد زوجتي أن ابنتهما مخطئة .. كانا يعرفان أنهما لم يقوما بتربية ابنتهما على أن تكون زوجة يوما من الأيام .. كانا مكتفيين بتربيتها على طاعة ربها لنفسها فقط .. وهذا خطأ فادح .. سيأتي الحديث عنه بإذن الله.

اعتذرت للفتاة عن أخطائي .. أنهيت تلك الحياة الزوجية بهدوء واتفاق بيننا .. مع أن ما وجدته منها لا يستحق كل هذا الاحترام .. لكنني لا أريد أن أبقي لأحد معي ذكريات سيئة .. يكفي أنني طلقتها.


 


هذه قصتي .. وإليكم نتائجها .. نقاط سريعة أوضح فيها مشاعري قبل وبعد الطلاق ..

لم أندم على زواجي ولا طلاقي .. لأنني استخرت ربي كثيرا قبل الزواج وقبل الطلاق .. فأنا أثق بربي ثقة عمياء ولله الحمد .. وأنا على يقين أن ما مر بي من ظروف هو خير حال يمكن أن أمر به.

لم أستعجل بالطلاق .. بل أخذ مني وقتا طويلا حتى تيقنت من نفعه .. ولذلك فأنا مرتاح نفسيا الان بشكل أفضل مما توقعته .. ولكن يبقى في القلب شيء من حزن وهم.

لا أخفيكم .. أنني لا أزال أفكر في زوجتي السابقة .. وبشكل يومي .. وهذا أمر طبيعي .. وأدعو لها دائما بأن توفق لحياة أسعد.

كانت زوجتي في السابق تعطيني إحساسا بأنها غير محتاجة لي .. وأن لها أهلا يرعونها حتى لو طلقتها .. وهذا من أسباب عدم انجذابي لها مرة أخرى.

مع كل ما حدث .. رأيت من زوجتي إصرارا عجيبا على العودة .. مع أنها لا تتفوه بكلمات اشتياق ولا تحاول أشعاري بالحاجة لي .. إلا أنها رغبت بالعودة .. ولما صعب الأمر صرحت لي بحبها .. ورأيت ذلك في تصرفاتها العفوية التي لم تستطع السيطرة عليها .. ولم تستطع كتمانها .. كانت تحبني بجنون .. لأنني فعلت لها كل ما يمكن أن يجعلها مُحبة لي .. لكنني كنت أكرهها بشدة لأنها فعلت لي كل ما جعلني أكرهها لهذا الحد.

كنت أعاني مع زوجتي من صفة ذميمة .. كانت سببا رئيسيا في الطلاق .. فقد كانت تتصف بالكبرياء والتعالي .. وأنا لا أطيق هذه الصفة أبدا .. فأنا ولله الحمد متواضع بطبعي وأميل لأهل التواضع بشدة.

كان هذا الزواج درسا مهما في حياتي .. كان تجربة فريدة .. تعلمت فيها الكثير مما لم يخطر على البال .. وبدأت الان في البحث عن زوجة أخرى .. أبحث بطريقة مختلفة عن السابق .. بطريقة أكثر عقلانية وانضباطا .. حددت فيها ما أريد بالضبط .. فإن لم أجد الان فلا داعي للزواج من زوجة لا تصلح لي .. فلا أريد تكرار تلك التجربة .. 

يخطئ كثير من الآباء في حصر تربية أبنائهم على أن يقيموا الصلاة في وقتها وأن لا يقترفوا المعاصي .. بل لابد مع كل هذا أن يربوهم على أنهم جزء من المجتمع .. يريد منهم المجتمع أن يكونوا إيجابيين .. أن يكونوا نواة حسنة فيه .. ويجب عليهم أن يربوا الذكور على الاعتماد على النفس وزرع الثقة ومواجهة الحياة وتحمل المسؤوليات .. وأن يربوا الفتاة على أن تكون في يوم من الأيام زوجة وأُما .. أن تكون راعية لبيتها بنفسها .. أن لا تفكر بخادمة دون حاجة ماسة لها ودون ان تكون ظروف زوجها المادية تسمح له بذلك .. فلا بد أن تكون امرأة بمعنى الكلمة.   

على كل شاب يبحث عن زوجة .. أن يحدد طلباته بدقة .. وأن يرتبها حسب الأولولية .. وأن يكون جادا فيما يريد .. فلا يتنازل عن أمر يراه ضروريا متحتما .. فإن كان يريدها بيضاء ـ مثلا ـ ويرى هذا الأمر ضرورة ملحة .. فعليه أن لا يتنازل عنه .. وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة .. فليس من الصواب التنازل عن أمور ضرورية بحجة عدم الرغبة في الانتظار .. فقد يكون ذلك الأمر مما يسبب الطلاق لاحقا.

من المهم أن يسأل الخاطب أو المخطوبة عن الطرف الاخر أولا .. لا عن أهله ولا عن أصحابه .. فإن ارتاح له فيسأل عن أهله وأصحابه .. فقد يكون ذلك الشخص وُلد وتربى في بيئة رائعة ولكنه خبيث النفس والطباع.

 

لقراءة الجزء الاول اضغط هنــــــــا

       

بحث