يمكن أن تبدو عملة "البيتكوين" حديثة للغاية بالنسبة لنا، ولكن علماء الآثار لديهم أدلة تُظهر أن المفهوم الكامن وراءها أقدم بكثير مما نعتقد.
وكشفت الدراسة أن جزيرة صغيرة تسمى "ياب" في المحيط الهادئ، تعد موطنا لبقايا نظام العملات القديم الذي يتضمن أقراصا حجرية عملاقة تعمل بصيغة مشابهة لسلسلة الكتل المتاحة حاليا.
ويُطلق على الأقراص الحجرية العملاقة اسم "راي"، واستخدمها سكان الجزيرة كشكل رمزي من المال على مدى مئات السنين، وما زالت تُستخدم في بعض الأحيان لأغراض تقليدية أو احتفالية حتى يومنا هذا.
وتبدو الحلقات الدائرية على شكل دونات مختلفة تماما عن نظام البيتكوين الرقمي غير المرئي، ولكنها مشابهة لها من ناحية الاعتماد على نظام دفتر الحسابات العام، بحيث يكون الجميع على دراية بالمعاملات وليس هناك حاجة إلى نظام مصرفي مركزي.
وقال عالم الآثار، سكوت فيتزباتريك، من جامعة أوريغون: "إنها إحدى العملات المعدنية الأكثر إثارة للاهتمام في العالم. منحوتة من محاجر الصخر الجيري الموجودة في جزر بالاو، على بعد زهاء 400 كم من "ياب". إنها أكبر الأجسام التي نُقلت عبر المحيط الهادئ المفتوح خلال عصر pre-European".
وفي دراسة جديدة قام بها سكوت والمعد المشارك ستيفن ماكيون، أوضحا أن عملة "راي" الحجرية كانت قيمة للغاية، ولكن بالنظر إلى حجمها ووزنها وهشاشتها، فإنها بالكاد تتحرك في جميع أنحاء الجزيرة.
وأوضح الباحثون أنه "نتيجة لذلك، في حال منح أو إهداء عملة "راي"، قد لا يكون المالك الجديد للقرص يعيش بالقرب منه. ولضمان أن الملكية لا جدال فيها، فإن دفتر الحسابات الشفهي استُخدم داخل المجتمعات للحفاظ على الشفافية والأمن".
ويبدو أن دفتر الحسابات الشفوي مر عبر أجيال من شعب جزيرة "ياب"، وساعد المجتمع على فهم من يملك عملة "راي" حتى تُستخدم في هدايا الزفاف أو دفع الفدية في بعض الأحيان.
وخلص ماكيون إلى أنه: "كما هو الحال مع أحجار "راي"، فإن المعلومات حول قيمة وملكية عملات البيتكوين تُدار بشكل جماعي. إنه نظام مالي موزع بدلا من الأنظمة المألوفة والمركزية، التي تضم مؤسسات مالية تابعة لجهات خارجية".
ونُشرت دراسة "البيتكوين القديم" في مجلة الأنثروبولوجيا الاقتصادية.
المصدر: ذي صن