وثيقة داخلية ترصد التراجع المستمر للمرشح غزواني وتنصحه بتبني خطاب هجومي

اثنين, 24/06/2024 - 17:39

لفتت وثيقة أعدتها اللجنة السياسية لحملة المرشح محمد ولد الغزواني قبيل انتخابات 29 يونيو 2024 إلى «التراجع المستمر» لمرشح السلطة في الانتخابات الرئاسية منذ عام 1992 وحتى عام 2019.

 

 

 

ودعت الوثيقة إلى اتخاذ مجموعة خطوات لضمان الفوز في الشوط الأول في الانتخابات المقبلة، واقترحت على ولد الغزواني تبني «خطاب هجومي وواضح ومقنع»، مشيرة إلى أن ذلك سيجبر المرشحين الآخرين على اتخاذ موقف دفاعي.

 

 

 

كما وصفت الوثيقة باقي المنافسين بالضعف عن منافسة ولد الغزواني، كما استبعدت شوطا ثانيا في الانتخابات.

 

 

 

الطعن في كفاءة المنافسين

وتصدرت محددات «الخطاب الهجومي» الذي اقترحته اللجنة السياسية «تسليط الضوء على قلة خبرة المرشحين الآخرين وعدم كفاءتهم في إدارة البلاد وعدم معرفتهم بالقضايا الفنية، وهو ما ينعكس في برامجهم وخطاباتهم».

 

 

 

واقترحت اللجنة أن يتم تسليط الضوء على الإنجازات، والتأكيد على مناخ الاستقرار والسلام في منطقة فرعية مضطربة، والإنجازات الاجتماعية والأداء الاقتصادي الكلي.

 

 

 

وضمن محددات الخطاب اقترحت اللجنة الاعتراف بأوجه القصور، مع «استجابة مقنعة لتوقعات السكان من خلال التزامات دقيقة وذات صلة»، وأوصت بـ «منع أي تدخل من قبل الإدارة العمومية في الحملة الانتخابية».

 

 

 

كما أكدت الوثيقة على «المشاركة الواسعة للشباب في الحملة الانتخابية»، لافتة إلى أن تحليل المؤشرات المتعلقة بالشباب ومشاركتهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد يشير إلى «شعور عميق بعدم الرضا».

 

 

 

ولفتت اللجنة السياسية في وثيقتها إلى تنامي تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على سلوك الناس وتفكيرهم، واعتبرتها «أفضل قناة للوصول إلى الشباب وتلقيه عبرها للمزيد من المعلومات المتنوعة». 

 

 

 

تقييم لشعبية المرشحين

وعن المرشح بيرام ولد الداه اعبيد جاء في الوثيقة أنه قاعدة ناخبيه تتقلص في الوقت الذي تتزايد خطورته، واعتبرت أن التحالف الذي يقوده «هو الوعاء الطبيعي للخطاب الشعبوي السائد بتداعياته الإقليمية والدولية».

 

 

 

أما مرشح حزب تواصل حمادي ولد سيدي المختار فقد أشارت اللجنة إلى أن حزبه «يمكن أن يحقق نتائج جيدة، ولكنه يفشل في إثارة موجة من الحماس تخرجه انتخابيا عن حجمه الطبيعي». 

 

 

 

وعن المرشح العيد محمدن قالت اللجنة في وثيقتها إنه «سيواجه صعوبة في صياغة خطاب متماسك»، وتوقعت أن «يرتكز خطابه على الانتقاد اللاذع للحكومة والمزايدة السياسية بدلًا من التركيز على مشروع بناء، وذلك بسبب استقطاب ناخبي بيرام».

 

 

 

بينما أشارت إلى أن التحالف الذي يقف خلف المرشح أتوما سوماري لا يتمتع بقاعدة شعبية تذكر «لكن لا ينبغي إغفاله، لأنه يقدم صورة مطمئنة لقطاعات معينة من المثقفين».

 

 

 

ولوحظ أن الوثيقة اكتفت بتقييم شعبية أربعة منافسين فقط لولد الغزواني وأهملت اثنين آخرين هما: با ممادو بوكار ومحمد الأمين المرتجي الوافي.

 

 

 

 

 

سياق دولي وإقليمي

تضمنت الوثيقة تقديما حول السياق الدولي والإقليمي الذي وصفته بأنه «يتسم بتوترات عديدة تلقي بثقلها على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة والمناطق الجيوسياسية المتاخمة لها».

 

 

 

كما تحدثت عن تأثير التنافس بين القوى العظمى على الدول الأكثر ضعفا، والتوترات التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وصعود الخطاب اليميني المتطرف في الدول الغربية، إضافة إلى التوتر الجزائري المغربي، وما يضيفه وجود فاغنر في غرب أفريقيا من تعقيدات.

 

 

 

وتحدثت أيضا عن «صعود الشعبوية في غرب أفريقيا، ووصول قوى سياسية جديدة إلى السلطة من خلال التغييرات الدستورية (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا) أو عن طريق الانتخابات كما في (السنغال).

 

 

 

أما عن الواقع المحلي فقد اعتبرت أنه يتميز بالاستقرار السياسي في البلاد، والأداء الاقتصادي المرضي للبلاد، وجودة الحكم لا سيما في مجالات الكفاءة الإدارية ومكافحة الفساد.

 

 

 

وعن تشخيص الوضع السياسي فتشير الوثيقة إلى أنه يتسم بعلاقات سلمية بين الفاعلين السياسيين الرئيسيين، معتبرة أنه تم «تجاوز مستويات التوتر العالية التي كانت سائدة قبل عام 2019».

 

 

 

وضمن ملامح هذا الوضع السياسي تحدثت الوثيقة عن انهيار أحزاب المعارضة التاريخية التقليدية، وضعف حزب تواصل، وعودة ظهور القبلية وبروزها كلاعب سياسي ذي ثقل انتخابي، والتأثير القوي لشبكات التواصل الاجتماعي.

 

عن/ الأخبار