غزواني أصر على حفر قبر أخيه ثم لحِق به بعد 4 ساعات

ثلاثاء, 26/12/2023 - 13:28

خيم الحزن على أهالي قرية الخرمة بلغازي التابعة لمنطقة جازان بعد فاجعة وفاة شقيقين، لحق أحدهما بالأول متأثرًا بعد أن ألقى النظرة الأخيرة على جثمانه المسجى داخل درج ثلاجة الموتى بالمستشفى.

 

وكان المواطن "مفرح يحيى علي غزواني" (44 عامًا) قد أيقظ أبناءه صباحًا كعادته للذهاب لمدارسهم في قرية الخرمة "ممدر" بمنطقة جازان، وبعد ذلك شعر بتعب؛ فسقط على الأرض داخل المنزل؛ ليتم الانتقال به فورًا لمستشفى العيدابي العام بجازان، وهناك أُعلنت وفاته ـ رحمه الله ـ؛ وأُدخل ثلاجة الموتى بانتظار إنهاء إجراءات استلامه ودفنه من ذويه.

 

وهنا تأتي الفاجعة عندما علم شقيقه الأكبر منه "جبريل يحيى علي غزواني" (48 عامًا)، الذي يسكن في إحدى القرى، التي تبعد عن سكن شقيقه المتوفى نحو 25 كم؛ إذ تأثر كثيرًا بنبأ وفاته؛ فقرر التوجه للمستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان شقيقه وهو مسجى داخل أحد أدراج ثلاجة الموتى، وقرر الانتقال إلى مقبرة (أبو قلية) ببلغازي، وأن يحفر قبر شقيقه بنفسه، وأن يكون لحدًا. وبالفعل تم له ذلك برفقة بعض أقاربه، لكنه أثناء نزوله القبر شعر بدوخة؛ كاد أن يسقط بسببها داخله؛ ليتم رفعه وإخراجه، وذكر لرفاقه أنه متعب جدًّا، وطلب منهم التوجه به لمستشفى العيدابي.

 

وفي المستشفى تم الكشف عليه بعد تطور حالته، وأُجريت له تدخلات الإنعاش القلبي، ولكنه فارق الحياة لاحقًا بشقيقه بعد أقل من أربع ساعات تقريبًا؛ ليتم إيداعه ثلاجة الموتى، وتحديدًا بالدرج الجانبي لشقيقه؛ ما زاد الحزن والأسى للأقارب وأهالي القرية الذين ذرفوا الدموع فراقًا وتأثرًا على تلك الفاجعة بوفاة الشقيقين، اللذين كانا مرافقين لبعضهما حتى تباعدا مؤخرًا بسبب ظروف العمل والمعيشة، لكنهما تقاربا من جديد داخل ثلاجة الموتى، ومن ثم في قبرَين متجاورَين.

 

وشيَّع جموع المصلين من أهالي بلغازي في جازان اليوم الأربعاء الشقيقين، وصُلي عليهما في العيدابي بجامع أبي بكر الصديق، ودُفنا بمقبرة (أبو قلية).

 

شقيق المتوفيَين "منسي يحيى علي غزواني" تحدث لـ"سبق" وهو متأثر لما حدث، وقال: "ليس لنا إلا أن نرضى بقضاء الله وقدره، ونسأل المولى -عز وجل- أن يرحمهما، ويغفر لهما، ويسكنهما فسيح جناته". مشيرًا إلى أن شقيقه المتوفى أولاً متقاعد، ويعاني مرضًا في القلب، والثاني لا يشكو من أي مرض، ولكنه توفي متأثرًا بوفاة شقيقه، وحزنًا عليه.. سائلاً الله أن يلهمهم الصبر والسلوان على ما حل بهم في ذلك الفَقْد.

 

السبق