مقال بعنوان ،،بين مأموريتين،، يستحق القراءة

جمعة, 17/02/2023 - 00:17

بين مأموريتين

 

إذا استنكح هاجس الأمن عقل الحاكم فإنه سيقيّده.

فيظل يراعي خواطر الجنرالات المتغولين ولن يغنوا عنه من الله شيئا

 

وإذا حكم الحاكم بعقلية ابن المشايخ مراعيا الزعامات والمشيخات التقليدية في التعيين والتوظيف، وتدوير المفسدين، فسيرجع بالبلد عصورا إلى الوراء، وسينتاب المواطنين ذلك الشعور الموجع للقلب وهو الشعور بالغبن والتهميش.

 

وإذا أخلد الحاكم إلى الدعة وتجنب موجبات الصداع وتهيب الخوض في الهموم، وانتهج سياسة النعامة فلن يتقدم الوطن ذراعا ولا باعا.

فالحكم تكليف لايفضي إلى الدعة ولا إلى الراحة بل هو من الأمانة التي عرضت "على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها"

 

لقد انقضت مأمورية الدعة والراحة بأعوامها الأربع حَملًا وفِصالا ورضاعا وفطاما وبلغت مواليدها السعي.

سمعنا الكثير من الجعجة ولم نرَ طحنا

سنوات أربع مرت من ضياع هيبة الدولة والوعود الخلب وتدوير المفسدين وتكميم الأفواه 

الحاكم لا ينتقد ولا يسأل عما يفعل فمنطقه هو:

فَإنَّ الْماءَ ماء أبي وَجَدّي :: وَبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذُو طَوَيْتُ

 

ونحن نستشرف المأمورية الثانية فإن أمام الحاكم فرصة ذهبية كي يسمع نداء الخَيام:

أفِقْ خَفيفَ الظِلِ هذا السَّحَر :: نادَى من الغيبِ غُفاةَ البَشرْ

هبّوا امْلأوا كــأسَ المنى :: قبل أن تملأ كأس العمر كفُ القدر

فما أطالَ النومُ عُمرًا :: ولا قَصَّرَ في الأعمارَِطولُ السَهَر

 

تسعة جنرالات بينهم فريقان سيتقاعدون هذا العام 2023، ولم تتم ترقية أي ضابط جديد لرتبة جنرال وهذه فرصة ذهبية للسير بالبلاد نحو تعزيز الحكم المدني وإبعاد العسكر وترسيخ القيم الديمقراطية والتبادل السلمي وما يتبع ذلك من حسن الحكامة والحكم الرشيد والخروج من الحلقة المفرغة التي أدخلنا فيها العسكر منذ أزيد من أربعين عاملا، استولوا فيها على مقدارات الشعب فظلت موارد الدولة دُولةً بينهم فاشتروا الإبل والقطع الأرضية وتبطّنوا الكواعب وبنوا القصور في الداخل واشتروها في الخارج ودرّسوا أبناءهم في الخارج وتعالجوا وعالجوا ذويهم في الخارج على حساب المحرومين والمغلوبين على أمرهم

فهلا رحلوا بعدما بشموا ونفدت العناقيد ؟!

 

فرصة ذهبية أمام الحاكم في مأموريته الثانية التى لا مأمورية له بعدها لكي يتدارك ما أفسدته الأولى من تهاون وتدوير للمفسدين وتعهدات لم تر النور.

وليعلم أن التاريخ لايرحم ولا يغرنه ثناء قلم يبول النفاق ويتقيأ التملق

ولا ثناء ذمةٍ مشتراةٍ تحترف الزيف وتمتطي المحاباه.

فزيادين (النخبة) أدهى وأمر من زيادين العامة.

 

مشكلة الحكام لدينا أنهم لا يستفيدون من التاريخ، خاصة التاريخ القريب المعاش فـ "جوقة العميان" ماتزال تلحن ذات (اتهيدينَ) الممجوجة من عهد المختار ولد داداه مرورا بهيدالة ومعاوية واعل وعزيز وصولا إلى غزواني، لاذمة تنهى ولا زاجر.

اتهيدين ممجوجة بدات الطعم الآسن وإن تغيرت الأكواب

 

ولايزال الحاكم عندنا يغتر بتلك النداءات الخفية الخادعة التي يرسلها كرسي الحكم للجالس عليه بأنه الوحيد المخول للحكم وبأنه مِنّة من الله أرسلها لهذا الشعب المسكين لإنقاذه وأنه المخلص والقائد المُلـــ (هَمْ).

 

حتى إذا تردّى إلى قاع مزبلة التاريخ أدرك كم كان مخدوعا وواهما

وقال ياليتني قدمت لحياتي..

 

كامل الوهم

 

X Ould XY

  

        

بحث