مأساة حقيقية..طبيب يخبر ،،سالم،، بأن أولاده الثلاثة ليسوا من صلبه(ج2)

أحد, 03/04/2022 - 12:31

ودارت الأيام دورتها المقدرة لها في علم الله تعالى ،وبعد أربع سنوات هاهو سالم قد بلغ الثلاثين من عمره وأصبح أباً لثلاثة أطفال وها هو أحمد في السنة الدراسية الأخيرة له وقد أوشك على التخرج من الجامعة ،حيث وعده أخوه سالم بأن يسعى له في وظيفة مناسبة في الجامعة وبأن يبقى معه في نفس المنزل حتى يتزوج وينتقل مع زوجته إلى منزله الخاص به .. 
وفي ذات مساء وبينما كان سالم عائداً من عمله بسيارته بعد منتصف الليل إلى منزله وبينما هو يسير في أحد الطرق في حي مجاور لمنزله إذ لمح من بعيد شبحين أسودين على جانب الطريق فاقترب منهما وإذا بهما في الحقيقة عجوز كبيرة في السن ومعها فتاة مستلقية على الأرض وهي تصرخ وتتلوى والعجوز تصيح وتولول : أنقذونا أغيثونا يا أهل الخير . 
استغرب سالم هذا الموقف ودعاه فضوله إلى الإقتراب منهما أكثر وسؤالهما عن سبب وقوفهما على جانب الطريق فأخبرته العجوز بأنهم ليسوا من أهل هذه المدينة حيث لم يمضِ على إقامتهم فيها إلا أسبوع فقط وهم لا يعرفون أحدا فيها ,وأن هذه الفتاة هي ابنتها وزوجها مسافر خارج المدينة لظروف عمله وقد فاجأتها آلام الولادة قبل موعدها المحدد و تكاد تموت من شدة الألم ولم يجدوا أحداً يوصلهم إلى المستشفى للولادة هناك , ثم خاطبته العجوز والدموع تنهمر من عينيها وهي تتوسل إليه قائلة أرجوك , أقبِّل قدميك إعمل معي معروفا , أوصلني وابنتي إلى أقرب مستشفى , الله يحفظ زوجتك وأولادك من كل مكروه .. 
أثرت دموع العجوز وصراخ الفتاة الملقاة على الأرض في قلب سالم وتملكته الشفقة عليهما وبدافع النخوة والشهامة والمروءة ومساعدة المكروب وإغاثة الملهوف وافق على إيصالهم إلى المستشفى فقام بمساعدة العجوز بإركاب الفتاة داخل السيارة ووضعها على الكراسي الخلفية ممددة ثم انطلق بهما مسرعاً إلى أقرب مستشفى للولادة ولم تفتر العجوز طوال الطريق عن الدعاء له بالخير والتوفيق وأن يبارك الله له في زوجته وذريته ..

 بعد قليل وصلوا إلى المستشفى وبعد إنهاء الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات دخلت الفتاة إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية بعد أن تعذرت ولادتها بشكل طبيعي .. 
وإمعاناً من سالم في الكرم والشهامة والمروءة لم تطاوعه نفسه أن ينصرف ويدعَ هذه العجوز المسكينة وابنتها الضعيفة لوحدهما قبل أن يتأكد من نجاح العملية وخروج المولود بسلام فأخبر العجوز بأنه سينتظرها في صالة انتظار الرجال , وطلب منها إذا انتهت العملية وتمت الولادة بنجاح أن تبشره بذلك واتصل بزوجته في المنزل وأخبرها أنه سيتأخر قليلاً في المجيء إلى البيت وطمأنها على نفسه . 
جلس سالم في صالة انتظار الرجال وأسند ظهره إلى الجدار فغلبته عينه ونام ولم يشعر بنفسه ... 
لم يدر سالم كم مضى عليه من الوقت وهو نائم , لكن الذي يذكره جيداً هي تلك المشاهد التي لم تمحى من ذاكرته أبدا بعد أن أفاق من نومه على صوت صراخ الطبيب المناوب واثنان من رجال الأمن يقتربون منه والعجوز تصرخ وتولول وتشير بيدها إليه قائلة هذا هو .. هذا هو .. 
دُهش سالم لهذا الموقف فقام عن مقعده واتجه مسرعاً صوب العجوز وبادرها بلهفة قائلا : هاه , هل تمت الولادة بنجاح ..؟ 
وقبل أن تنطق العجوز بكلمة اقترب منه ضابط الأمن وقال له : أأنت سالم؟ قال نعم ,فقال له الضابط نريدك خمس دقائق في غرفة المدير  , دخل الجميع غرفة المدير وأغلقوا عليهم الباب وهنا أخذت العجوز تصرخ وتضرب وجهها وتلطم خدها وتشد شعرها وهي تصيح قائلة هذا هو المجرم السافل أرجوكم لا تتركوه يذهب......

تابع بقية مأساة الشاب سالم في الجزء القادم بحول الله.

 

للعودة للحلقة الماضية ،يرجى الضغط هنا

       

بحث