من روائع الاديبة "منت المهدي"(قصة قصيرة غاية في الروعة)

أحد, 06/06/2021 - 13:07

بقلم المدونة المعروفة/ سنا أحمد

 

لم يكن عبد الله يدخر جهدا في إقناع صديقه المقرب عبد الرحمن بالوفاء بوعده لفلانه بالزواج..وخصوصاً عندما صارحه عبد الرحمن بحقيقة إعجابه بفتاة أخرى من خارج وسطهما الإجتماعي، قال:

لا أنكر اني أحببت افلانه يوماً من الأيام وتمنيت أن أقضي بقية عمري معها..لكن عطلتي الأخيرة في لخيام غيرت مشاعري تجاهها.. فقد تغير شكلها ولم تعد تمتلك ذلك الوجه الطفولي البريئ..و..و

عبد الله :

وماذا عن الوعد الذي وعدتها إياه منذ 4 سنوات؟!

أليس من الظلم أن تتخلى عنها بعد كل هذه الفترة، وبعد رفضها الزواج من أغلب شباب القرية من أجلك؟!

عبد الرحمن :

اعول عليك ياصديقي العزيز في حل هذا الموضوع

عبد الله :

كيف؟!

عبد الرحمن :

أريدك أن تظهر لها الإعجاب تدريجياً حتى تفهم الموضوع.. فهي تعلم جيداً أنك صديقي المقرب..ولن تظهر لها الإعجاب إلا لعلمك بأن مشاعري تجاهها تغيرت..وأعدك بعدم اتخاذ أي قرار بالإرتباط حتى تتغير مشاعرها تجاهي.

نزلت الفكرة -في الظاهر-على عبد الله كالصاعقة..لكنها كانت بداخله هي "الشدة اليركص اعليها" لأن عبد الله مغرم منذ الصغر بفلانه وحال بينه وبينها وجود صديقه عبد الرحمن في حياتها..

بعد النقاش مطولا استجاب عبد الله وشكره عبد الرحمن- وهو لايعلم انه اسدى إليه خدمة العمر- وقررا التنفيذ في إجازة الخريف.

جاء الخريف ووصل الفتيان إلى القرية..وبدأ تنفيذ الخطة بشكل بطيء حتى "مايبان ابلد التركيبة"

لكن مفاجئة لم تخطر ببال عبد الله ولم تكن مفرحة له قد وقعت..

فقد لاحظ علامات الغيرة بادية في تصرفات صديقة عبد الرحمن عند كل لقاء يجمعهما بفلانه!

وتأكدت لديه صحتها ليلة 14، تلك الليلة التي حملت له مفاجئة أخرى، لكنها سارة هذه المرة.

جمّعت افلانه والطافيلات على رأس غرد ليلة 14 كعادتهن في الليالي البيض من كل شهر وردمن سيوتهن في الزيرة

واتلاو يتناترو شور "ياملان هون لعوص/ هاذ من لبار ابعرص "

وماهي إلا دقائق معدودة حتى وصل فتية الحي..وجلس كل فتى على بعد مسافة ليست بالبعيدة من فتاته..وجلس عبد الله عند ركبة افلانه..بينما جلس عبد الرحمن بمكان محايد عاكس الريح لفلانه وبدأ في اطليص الدخان بشكل مفرط وملفت للإنتباه..

بعد دقائق بطت افلانه الثامها وتمرفكت وسكتت عن مشاركة الصيدات الهول، فسألها عبد الله اياك مانك حاسه ابشي؟

فردت ضيعني دخان عبد الرحمن..الدخان اكبظني الراص اصلا..فرد عبد الله وعبد الرحمن في نفس اللحظة ايلاه نكبظو عنك، فتبسمت وقالت بسم الله اوتوف اكبظولي انت الي احذاي، تقصد عبد الله..وفعلا بدأ عبد الله يقرأ عليها بعض الآيات وينفث على رأسها..في تلك الأثناء وقف عبد الرحمن ليس ببعيد من اجماعة ودخن..ثم عاد وقال كولي، يقصد لمهيدنه :

راصك يغل غيدي لاهي

كنت انداويه وجاه اللص

عبد الله، عبد الله

فكبيظ الروص أثرو مختص!

فضحكت اجماعة وضحك عبد الله ظحكه امشنه..ثم حك رأسه قليلاً وقال، كولي:

مانك صايب لكبيظ امتين

واحل تطلص كنت وخرص

كان اتخلينا مفتركين

آن نكبظ وانت تطلص

فضحك الكل عدى عبد الرحمن الذي وقف ودخن وقال كولي:

مانك متحري تخليتي

عجلان اعل تكبظ واحرص

واكر فالكاف اتمابيتي

ذالكاف امالو ممحص؟

فرد عبد الله على البديهة:

كافك ناعت لي حد املان

غير الحك ايلا فات انكص

لاهي نلحك عبد الرحمن

النعرف ماه منصص

عندها كانت المفاجئة الثانية التي اسرت عبد الله.. حين أكتشف أن افلانه تبادله المشاعر

.حيث جلست ونزعت اللثام وقالت كووولي :

فاتو في عيمان الكيد

دون البي والفايت مص

آن ماني دبوس الصيد

ذيك الي فرغت تكصص

فشاطت لمهيدنة آزغاريت واخرجت السيوة من الردمة وقالت أعلي ابجام يذ ما اتل عاكبو سب وحده..افرغنا ماصبينا من الحاشية.. فهذا التصريح حاكلها فم اكراد لأنها وبعض الصيدات كن على علم بحقيقة مشاعر افلانة.

منت المهدي.

Le:08/09/2019