المخابرات المصرية تنجح في تجنيد رجل أعمال إسرائيلي

أحد, 10/01/2021 - 20:45

"باروخ" رجل أعمال اسرائيلي مفلس أنقذته المخابرات المصرية وجندته في سويسرا

 

قصة الجاسوس سامي باروخ أو شموئيل باروخ بالعبرية من أغرب قصص الجاسوسية لأنه كان يهودياً وطنياً محباً لبلده ويدافع عنه ويبغي له الخير، ويؤمن بكل ما يعتقده اليهود، ولم يكن محباً للعرب أو المسلمين لكي يسهل تجنيده، كما انه من أسرة ثرية وأبوه صيدلي، وعاش منذ صغره في الحي اليهودي للقدس لكن تعثره المالي و افلاسه وبيع مصنع النسيج الذي يمتلكه وكذلك رفضه لسياسات اتحاد العمال الهيستدروت في الكيان الصهوني أديا الى طلبه التعاون مع السلطات المصرية.

 

ولد في عام 1923 في مدينة القدس الحي القديم والده صيدلي والعائلة ثرية تعيش في الحي اليهودي بالقدس منذ مدة طويلة درس في البلدة القديمة بالقدس ثم درس في المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة في كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الانجليكانية ثم أنهي دراسته في معهد النسيج بمدينة مانشستر في بريطانيا, واندلعت الحرب العالمية الثانية وبعد مرور عامين تجند شموئيل باروخ في الجيش البريطاني ووصل إلي رتبة رقيب أول وأصيب في المعارك وحصل علي عدة أوسمة وبعد الحرب في عام 1946 استكمل دراسته وتخرج عام 1949 كمهندس نسيج وأنشأ مصنعا للنسيج في مانشستر وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبعد نحو عشر سنوات وفي عام 1958 عاد إلي إسرائيل مع زوجته وأولاده وأقام في تل أبيب وأنشأ مصنعا للنسيج في كريات جات باسم أرجدين للنسيج وفي عام 1963 أفلس المصنع وباع الدائنون المصنع إلي مصنع منافس له تحت اسم مصنع بولجيت مما أصاب باروخ بصدمة نفسية شديدة.

 

وعلي التوازي حين كان رجل أعمال وقبل إفلاسه عمل كناشط سياسي حيث انضم إلي حركة سياسية جديدة في ذلك الوقت تدعي إسرائيل الشابة وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك في الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلي وكان باروخ يرغب بشدة في دخول الكنيست كعضو منتخب. وفى اللقاءات الجماهيرية للحركة وكذلك فى أحاديثه الجانبية مع الأصدقاء، أخذ باروخ ينتقد (الهستدروت) بشدة ويحمله المسئولية عن انهيار أعماله وإفلاس مشروعه.

وبعد إفلاس باروخ في عام 1963 قرر السفر وعائلته إلي سويسرا في محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر حتي يعود لبدء نشاطه مرة أخرى في إسرائيل ووصل بالفعل إلي جنيف وأقام وأسرته لدي أحد أقاربه هناك.

 

علمت المخابرات العامة المصرية بوجود باروخ في جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل ومنها حالته المالية المتدهورة وتم تجنيده للعمل لصالح مصر، وكان هذا الغرض جزءاً من خطة طموحة للمخابرات المصرية فى أوائل الستينيات، بغرض الاستثمار فى مشاريع صناعية وسياحية وشركات تجارية داخل إسرائيل عن طريق شركات أوروبية (تعمل كواجهة) لنشاط استخبارى مصرى فى إسرائيل، وقد استمرت المخابرات المصرية فى العمل بهذه الخطة حتى بعد كشف سامى باروخ. فكما هو معروف، أقام جاك بيتون (رأفت الهجان) الذى كان عميلاً للمخابرات المصرية فى إسرائيل مشروع وكالة السفريات بتمويل من المخابرات المصرية.

 

 وتم تدريبه للعمل من داخل إسرائيل ورجع إلي إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات, إلا أن رعونته وثقته الزائدة في نفسه أدت إلي القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما أمضي منها10 سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدي الدول الأوروبية التي يعيش بها حتي اليوم.

#تحيا_مصر

 

ما بين السطور

       

بحث