أقدم لكم تجربتي مع المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله كما عرفته عن قرب(ح)

خميس, 24/12/2020 - 19:36

إقامتي في الكويت موظفا في الصندوق الكويتي للإنماء، عند ما أبلغت الدكتور عبد اللطيف الحمد، وزير المالية حينئذ في دولة الكويت الشقيقة، بأن محمد عبد الرحمان ولد امين يرغب في زيارته في المكتب، فرد علي بصوت فخم يعبر عن التقدير والاحترام، لا، لا،  "السفير محمد عبد الرحمن لا يحتاج إلى موعد، بل يحضر متى شاء ويدخل من أي باب أراد" فشعرت حينها، يقول الرئيس سيدي بالاعتزاز! 

وأتذكر في هذا المقام شهادة أخرى في حق الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني

 إذ قال الرئيس سيدي إنه بعد ثلاثة أيام على الانقلاب وأثناء إقامته القسرية في إحدى فيلاهات المركز الوطني للمؤتمرات، حجبت عنه القنوات الدولية، لكنه حظي بإمكانية مشاهدة بث التلفزيون الوطني. ورغم أن الفعاليات والأنشطة التي تغطيها التلفزة في تلك الفترة كانت تنال منه شخصيا ومن نظامه ومحيطه العائلي، فقد حرص طيلة تلك الإقامة على متابعة الخرجات الخطابية للضباط خلال المهرجانات الشعبية المنظمة لشرح دوافع "التغيير" وذلك كما يقول الرئيس سيدي، لسبب واحد، هو أنني لا أتصور أن يسلك  محمد ولد الشيخ محمد أحمد نفس السلوك أو يتفوه بذات الأقوال التي سمعتها من آخرين، حسب ما عرفت فيه من حسن طوية ودماثة أخلاق. 

وفي مجال الزهد في تحصيل المال؛ ورغم قصر الفترة التي عايشت فيها الرئيس سيدي، فقد اطلعت على أمثلة محدودة، لكنها ذات دلالة على تعففه عن فتات المال: 

المثال الأول، عندما أوصل إليه وزير الاقتصاد والمالية محمد عبد الرحمن ولد حم فزاز مبلغا نقديا قدره خمسمائة ألف دولار ($ 500000) هدية من الرئيس الغابوني الحاج عمر بونكو، أمره بإيداعها في حساب في الخزينة الوطنية لصالح إحدى الوكالات الوطنية، وبالذات وكالة استقبال ودمج اللاجئين.

ويتعلق المثال الثاني بحقيبة قدمها إليه المرافق العسكري للرئيس السنغالي عبد الله واد وبمعية الأخير، أثناء استضافة الرئيس سيدي له في منزله بانواكشوط بمناسبة حضوره للإشراف على مراسم التوقيع على اتفاقيات داكار.

وخاطبه الرئيس واد قائلا "هذه الحقيبة تحوي مبلغا نقديا أحضرته معي هدية لكم، للمساعدة في النفقات والأعباء التي تواجهون". لكن الرئيس سيدي أعرض عن استلامها بلباقة، قائلا "سيادة الرئيس نحن الآن منشغلون بأمر سياسي يتعلق بمصير البلد وأرى أن نؤجل بقية المواضيع إلى ما بعد الانتهاء من هذه العملية" لينصرف المرافق العسكري بالحقيبة بعد إشارة من واد.

وفي المثال الثالث، كنت شاهدا، حيث استلمت أثناء مقامي في داكار قبل  المفاوضات، بصفتي مدير ديوانه في فترة الصراع على الشرعية، مبلغين نقديين معتبرين، مرسلين من رئيسين إفريقيين صديقين للرئيس سيدي؛  فأمرني بتوزيعهما بين موفديه في تلك الفترة إلى أوروبا وآمريكا وإفريقيا، دون أن يستبقي دولارا واحدا.

أما المثال الرابع، فيمكن استنتاجه بسهولة من رفضه مطلب معمرالقذافي بتوقيع وثيقة مطبوعة سلفا، يعلن فيها تنازله عن السلطة طواعية!

وذلك خلال سهرتين متتاليتين تقابل فيهما الرجلان وحدهما لمدة ساعات في إحدي خيم "القائد" المضروبة في ضواحي مدينة سيرت، بينما بقي الوفد الموريتاني المرافق للرئيس سيدي في خيمة أخرى صحبة شخصيات ليبية يتقدمها عبد السلام التريكي. 

المقال الأصلي بعنوان :

(في معية الرئيس القدوة، سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله)
بقلم / كابر ولد حمودى

اضغط هــــنا للرجوع لبداية المقال

يتبع ان شاء الله.....