الأهداف الحقيقية لعملية ،،ثعلب الصحراء،، الأمريكية ضد العراق

أربعاء, 16/12/2020 - 20:18

هجمات صاروخية جوية وبحرية مكثفة، نفذتها قوات أميركية بالتعاون مع بريطانيا ضد العراق، أُطلق عليها “ثعلب الصحراء”، واستهدفت الرئيس صدام حسين ومعسكرات ومواقع حكومة بحجة عدم التعاون مع لجان التفتيش.
الهجوم الذي بدأ في 16 ديسمبر/كانون الأول عام 1998، واستمر 4 أيام، جاء بذريعة عدم تعاون النظام العراقي مع اللجان الدولية للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل.
وأبدى أستاذ تاريخ العراق الحديث والمعاصر في جامعة الموصل د. بشار فتحي العكيدي، استغرابه من اتهام رئيس لجنة التفتيش الدولية ريتشارد باتلر للعراق بعدم التعاون مع لجنته، ولا سيما أن العراق آنذاك كان يعاني من سنوات حصار اقتصادي أثقلت كاهله وكانت الحكومة العراقية تسعى للتقليل من هذا الضغط بالانصياع لطلبات لجان التفتيش.
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل محمود عزو، أن عملية ثعلب الصحراء، كانت ضمن عمليات الضغوط الأميركية المستمرة على النظام العراقي قبل عام 2003، وتهدف بالدرجة الأساسية إلى إجبار العراق على تقديم المزيد من التنازلات.
ويضيف عزو للجزيرة نت، في تلك الفترة كانت هناك مشكلة أساسية بين العراق ولجان التفتيش، فيما يتعلق بزيارة أو تفتيش بعض المواقع، ولاسيما المواقع الحساسة جدا، ضمن الدولة العراقية، مثل أبنية ديوان الرئاسة، والقصور الرئاسية، ومجمعات القصور التي كانت موجودة في كل المحافظات العراقية.

فضيحة بيل كلنتون
ويشير عزو إلى أن الأساس في تلك العملية، محاولة إيجاد متنفس للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون -والذي كان يمر بفضيحة داخل البيت الأبيض- من خلال إشغال الإعلام الأميركي، عبر إعلان قصف العراق، والانشغال بموضوع الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وبرامجهما في العراق.
وأضاف أن كلينتون كان يتعرض لضغوط كبيرة من الكونغرس الأميركي، بسبب علاقته بالمتدربة في المكتب البيضاوي مونيكا لوينسكي، إضافة إلى الهدف الآخر وهو إعادة العراق ليكون تحت المطرقة الأميركية، بالضغوط المستمرة عليه في حينها.
ويتحدث اللواء الركن المتقاعد ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات بإسطنبول، أنه بالإضافة إلى فضيحة كلينتون مع لوينسكي، كانت هناك شكوى عراقية بأن هيئة المفتشين الدولية مخترقة من قبل المخابرات الأميركية، عندما أنشأت ما يسمى بالصندوق الأسود، داخل بغداد، للتنصت على المكالمات العراقية وتحديد المواقع، وعندما أدرك العراق ذلك، قام بطرد مفتشي أسلحة الدمار الشامل.

المواقع المستهدفة
في ثعلب الصحراء، نفّذت الطائرات الحربية الأميركية 623 طلعة، ضد 100 هدف، وألقت 540 قنبلة، والبريطانيون نفذوا 28 طلعة جوية، ضد 11 هدفا، وأدى القصف لمقتل ما يقارب 62 جنديا عراقيا، وجرح ضعفي هذا العدد، وكذلك مقتل 82 مدنيا، بحسب القيسي.
ويضيف، كما دمر القصف مدرسة زراعية وخرّب 12 مدرسة أخرى، ما بين ابتدائية وإعدادية، ودمر خزانات ماء كان يستفيد منها نحو 300 ألف عراقي في بغداد، وأدى كذلك إلى قصف أحد مصافي النفط في البصرة، على اعتبار أن هذا المصفى يقوم بعمليات تهريب النفط وكسر العقوبات الأميركية والغربية على العراق، في حين أن أميركا وبريطانيا كانتا قد أعلنتا أن العمليات تستهدف المنشآت العسكرية فقط.
كما جرى تدمير مواقع عسكرية ومحطات رادارات، ومواقع الصواريخ أرض- جو، حيث إن صواريخ أرض- أرض دمّرت بعد عام 1991 -بحسب القيسي- ودمرت كافة المنشآت التي كانت تحوز هذه الصواريخ، حيث كان العراق يمتلك صواريخ سكود يصل بعضها إلى 650 كيلومترا.
ويستطرد اللواء الركن المتقاعد إلى أن الطائرات الأميركية قامت أيضا بقصف بطاريات صواريخ مضادة للسفن في شبه جزيرة الفاو (أقصى جنوبي العراق)، بذريعة أنها تهدد الملاحة في الخليج.
بينما يؤكد العكيدي إصابة أكثر من 70 موقعا عسكريا ومقرات للقيادة العراقية، وعدد من قصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومقر رئيسي لحزب البعث آنذاك، فضلا عن استهداف آبار النفط جنوب العراق.
وينقل عن مستشار الأمن القومي الأميركي ساندي بيرغر تصريحه آنذاك، أن هذه العملية كانت استهدافا للرئيس العراقي صدام حسين بصورة مباشرة، وأن الهدف الأساسي هو القضاء على برنامج التسليح الكيميائي البيولوجي النووي العراقي.

هجوم عنيف

بدأ الهجوم بقصف عنيف جدا بصواريخ توماهوك، نحو 400 صاروخ (وهي أكثر من الصواريخ التي ضربتها القوات الأميركية في 1991)، وشاركت في العملية طائرات "بي52" (B52) الأميركية القادرة على حمل قنابل من زنة 7 أطنان والتي استهدفت مطارات ومواقع إستراتيجية في العراق، بحسب إبراهيم إسماعيل الراوي، المدير العام في شركة الشهيد للتصنيع العسكري العراقي في فترة تسعينيات القرن الماضي. 

 

يتبع ان شاء الله....

       

بحث