قصة أخوين موريتانيين سافرا للخارج..عاد أحدهما طبيبا والآخر مصابا بالسيدا

اثنين, 14/12/2020 - 16:42

الاخوة الاصدقاء

 

لايفصل بين ولادة الطالب وابن عمه يعقوب سوى شهر وثلاثة أيام , ففي يوم "اسم" يعقوب "وخظت أم الطالب الاربعين".

ولدا في قرية هادئة على ضفاف واد كبير تمتد على جنباته غابات النخيل وأشجار "الحنة" ذات الروائح العطرية الفواحة.

بدت عليهما علامات الذكاء والفتوة منذ نعومة أظافرهما...

تعلما القراءة والكتابة عند عمتهما "أم وداجة"

تجاوزا مرحلة الكتاتيب بسرعة...

انتقلا للمحظرة...أتقنا حفظ القرآن في سنوات قليلة..

يعقوب كانت لديه ميول لركوب الخيل ومعرفة "أزوان"

أصبح فتى الفتيان...لا يخلو منه محفل ولا مكان طرب...

امغني..ومزّيوَنْ..

الطالب يميل للهدوء...يهوى عمل الواحات...يحمل جهاز راديو معه حيثما ذهب..

مولع بالبي بي سي وبرامجها العلمية والثقافية....

أكملا الدراسة في الاعدادية......وانتقلا الى المدينة لمتابعة التعليم...

كانا كصنوين في شجرة مثمرة....لا يفترقان الا ليلتقيا...

نجحا في الثانوية العامة بتفوق....وصلا الى العاصمة للتسجيل في الجامعة..

بعد نهاية العطلة الصيفية...

التقيا بابن عمهما الاكبر سيدي محمد...عرض عليهما الذهاب والعمل معه في جمهورية افريقيا الوسطى....أرض المعادن والالماس...."ذَ الِّ لاهِ تَحصْلُو اعليه خلال اعشرْ سنوات من الدراسة..يمكن اتحصلوه في يوم او شهر...انتوم وشانْصْكُم"......

سال لُعاب يعقوب فوافق على الفور...ضاربا عرض الحائط بتوسلات ابن عمه الطالب عرض الحائط.....

وصل افريقيا...بدأت الفلوس تجري في يديه خلال سنة واحدة من العمل...استقل عن البطرون.....

بدأ يفهم أسرار العمل...دخل بسرعة عالم مافيات "الحَجَر" وأصحاب النفوذ والصفقات.....تعرف على ابنة أحد البارونات الكبار...تمتلك مزرعة وخيولا...دعته عدة مرات للخروج في نزهة على صهوات الخيول....هو فارس...أعجبت به...

تكررت اللقاءات...توطدت العلاقات...سهرات حمراء....حفلات خضراء...

أرسل الى الطالب يرجوه القدوم بسرعة....رفض بقوة...

أريد إكمال دراستي والتخصص في الطب.....

سجل في الكلية بجامعة "جورج تاون" الامريكية...دفع يعقوب عنه تكاليف سنوات الدراسة مسبقا.....

بدأت الدراسة...مرت السنوات بسرعة ....

جاء وقت البحوث...بدأ الجد..تم تكليفه من قبل الجامعة بإجراء بحث مع ثلاثة طلبة من بينهم الامريكية "ماري".....

بعد أيام من الاجتهاد والبحث والتنقيب ....صاحت في وجهه غاضبة....

مَن تظن نفسك ...انت انسان تافه....لا تساوي شيئا...أوووووف....سئمت منك....

أسبوع كامل ونحن نجلس وجها لوجه...نتحدث...نناقش...نختلف....نتفق..

لم ترفع طرفك لحظة لتنظر اليّ...أأنت أعمى...هل أنا دميمة...قبيحة لهذه الدرجة؟؟؟

تبسم...قال : كلا...لكن ديني يمنعني من النظر الى امرأة سافرة لا تحل لي.....

أي دين هذا؟....أنتم تحتقرون النساء...تهينون المرأة...

نحن نهين المرأة؟ ..ضحك .... المرأة جوهرة مكنونة....أين تضعين مجوهراتك...ولماذا؟؟؟

أضعها في أجمل علبة ...وفي مكان آمن.....

كذلك الاسلام يضع المرأة في لباس يحفظها ويحافظ عليها....حتى تأمن هي على نفسها

ويأمن الآخرون من الفتنة......

أوووووووف....هراء....هراء...

غابت "ماري" عن الدراسة مدة أسبوع.....

وفي آخر المدرج الجامعي...كانت هناك طالبة محجبة جديدة....

لا يعرفها أحد.....ولا يدري من أين جاءت..

إنها ماري...أسلمت وشهدت شهادة الاسلام وتحجبت بعدما اقتنعت...

تخرج الطالب بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الاولى....

عاد الى وطنه....الاهل والاصدقاء في استقباله في المطار...

يحمل ابنه على عاتقه...تتبعه زوجته مريم "الطالبة ماري"

بعد أيام....يبدأ رحلة العمل في أحد المستشفيات...

في زيارة صباحية للمرضى...يفاجأ بابن عمه يعقوب على سرير المرض...

يتأثر...يبكي...تختلط الدموع بالدموع...

انه يخطو أولى خطواته على سلم النجاح المهني...

أما يعقوب...فيخطو آخرخطواته على دركات المرض القاتل....إنه "السيدا"

بقلم الكاتب/ محمد محمود محمد الامين

المدير الناشر لصحيفة "الجواهر"

       

بحث