كاتب موريتاني مشهور يفتح النار على غزواني(ج2)

أحد, 29/11/2020 - 17:43

...أمام الله و أمام التاريخ ، عن العمل من اليوم و بكل الطرق و الأساليب، على إنهاء حكم هذه العصابة المريضة ، المتخلفة ، الغارقة في وحل آثام ماضيها الإجرامي.

لم تعد بلادنا تتحمل المزيد من عبث هذه العصابات في وقت تتسابق فيه جيراننا (المعادية لنا من كل الجهات) لإحداث نهضة في التصنيع و الزراعة و التعليم و الصحة و التكامل الاقتصادي في إطار منظومات إقليمية خرجناها كلها بهواجس تتعلق بأمن أنظمتنا، الضاربة عرض الحائط بمصالح البلد و أمنه و استقراره.

و ما يجب أن نتأمله هنا بتعقل و موضوعية ، هو أن ولد الغزواني (عكس المجرم عزيز) ليس له قطعا أي سبب موضوعي ليكون سيئا ، فلماذا كانها؟

 الرد على هذا السؤال قريب جدا و يمكن للجميع فهمه بسهولة: الرجل مِطواعٌ ليِّن الشكيمة بطبعه و قد تم توريطه في ملفات كثيرة، أصبح رهينة للخوف من تفجيرها ، فلم يجد من الحلول سوى الهروب إلى الأمام عن طريق اللامبالاة و الوعود الكاذبة و الاحتفاظ بكل من يشاركونه نفس التهم لبناء جدار عازل دون ظهور حقيقة، ينسى أن كل جبال الأرض لا يمكن أن تخفيها.

كان هذا الخطاب واضحا رغم ما بُذل فيه من جهود ليكون عاصفة دعاية، من خلال استباحة الأكاذيب، شحنًا لعقول المناصرين و استخفافا بعقول الدهماء  و إرباكا لردود العقلاء : ليس لدى ولد الغزواني ما يقوله .. ليس لديه ما يقدمه لهذا الشعب.. ليس لديه  طريقة للخروج بنفسه من مأزقها .. ليست لديه لا نوايا مؤجلة  و لا حتى إحساس مكبوت بالذنب و لا استعداد لمضيعة الوقت في البحث عن حلول ؛ إن مهمته أن يضيع وقتنا بالأماني الكاذبة و هذا ما أتقنه منذ قدومه و ما يواصل العمل على توسيعه و ترسيخه و زخرفته بالأباطيل المعدة بإتقان .. 

 كان خطابا باهتا .. فارغا .. متعبا .. مريضا .. يتذاكى بغباء و يكذب بجبن في مبررات واهية لفشل حتمي هو قدرنا الثابت المحنط في ثلاجة العسكر و وعود هلامية بصرامة مصطنعة تفضحها ارتدادات التطبع المرتبكة ..

 

كنا بحاجة إلى خطاب يهز التاريخ ، لا إلى خطبة وعظ بوذية تكتم أنفاس التأمل التجاوزي.. كنا بحاجة إلى رسم ملامح نهج آمال جديدة،  لا إلى تدوير آلام "تعهدات" تُنفَّذُ بتدوير أبطال مأساة عشرية  الشؤم المتجهة إلى عشرينيته : لقد قررتَ يا سيدي أن تمسك التاريخ بذيله و عليك أن تستعد للدغته..

 

 قبل وصوله للرئاسة ، لم يسمع أحد صوت خروتشوف . و في مقابلة، بعدما أصبح مشهورا  بغضبه و صراخه و ضربه للطاولة بأحذيته، سألته صحفية مستغربة، أين كان هذا الغضب و الصراخ قبل وصولك الكرسي؟ فرد عليها باعتزاز و شموخ : "كنت أمارس الصمت السياسي": و هذا ما نقوله اليوم لمن يسألوننا لماذا سكتم كل هذا الوقت عن غزواني رغم استمراره الواضح في نهج الفساد؟

نعم، هناك أوقات يكون فيها الصمت أبلغ من كل كلام و أشمل من كل كلام و أشد على المخطئ من كل تهديد: ثمة حسابات معقدة و خطيرة، يحتاج الحديث عنها إلى عدة مجلدات هي ما جعلت الكثيرين يسكتون كل هذا الوقت. و لا أعتقد أن أيا من أطراف المعارضة الواعية لخفايا كل ما يحدث في البلد، سيعتذر عنها يوما أو يتكلم عنها قريبا. لقد كانوا يعرفون جيدا ما يقومون به في حسابات دقيقة و رؤية واضحة ، اكتشفوا الآن أن ولد الغزواني لم يكن يملك ذكاء التعاطي معها و لا استغلالها لصالحه و حين تبدأ ردة فعلهم سيدرك بوضوح أنهم لم يعطوه شيئا و إنما منحوه فرصة أن يظهر على حقيقته تماما كما حصل.

قد يحكم علينا من يعتبرون التاريخ ما كان فقط، بما تعكسه لحظة خذلاننا اليوم، لكن من يعتبرون التاريخ ما كان يمكن أن يحدث أيضا، قد يلتمسون العذر لمن ركبوا موجة الأمل بقراءات تفاؤلية أولها مصلحة الرجل التي هاب اقتحام الطريقة الوحيدة لحمايتها رغم إعلان استعداد الجميع لتجاوز هفوات ماضيه مقابل البدء الجاد في ترميم تصدعات البلد و انطلاق الإصلاحات في كل قطاعاته المنهكة. 

من يغذون اليوم زوابع التهم المستمرة ضد المعارضة في المواقع الصفراء  و فضاء التواصل اللا اجتماعي، لا يفيد ولاؤهم و لا يضر عداؤهم ؛ و سواء كانت..

يتبع ان شاء الله....

للرجوع لبداية المقال ,يرجى الضغط هنــــــــا