لماذا أصبح التنقيب عن الذهب أكثر صعوبة هذه الفترة؟

أحد, 01/11/2020 - 16:09

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا صاروخيا أثناء جائحة كورونا، لكن التنقيب عنه يزداد صعوبة عاما بعد عام. كريس بارانويك يسلط الضوء على التحديات ونقاط الخلاف في واحد من أكبر المناجم المخطط لإقامتها في المملكة المتحدة.

منذ 1,000 يوم، تقف مقطورة سكنية تحمل لافتات على جانبيها تقول: "لسنا خائفين. هذه أرضنا. وهذا وطننا، وسنفديه بحياتنا". وترفرف حولها الأعلام الأيرلندية. فقد اتخذ بعض سكان مقاطعة تيرون في أيرلندا الشمالية من هذا الموقع مقرا للاعتصام، احتجاجا على خطط إقامة منجم للذهب.

وعلى مدى 450 مليون عام انتشرت عروق الذهب في الصخور في باطن الأرض بمنطقة كوراينالت في ركن قصي من جبال سبرين في أيرلندا الشمالية. لكن خطط إقامة منجم في المنطقة، التي ظلت موضع بحث وخلاف لعقود، لم تدخل حيز التنفيذ بعد.

وقد تجدد النقاش مؤخرا حول إقامة منجم للذهب في المنطقة بعد أن تقدمت شركة تعدين مؤخرا بطلب لاستخراج طبقات من المعدن الثمين. وتقول شركة "دالراديان غولد" إن هذا المنجم قد يسهم في خلق فرص عمل وسيجلب أموالا إضافية للمنطقة. لكن الكثير من سكان المنطقة لا يريدون إلا بقاء الأوضاع على ما هي عليه.

وتقول فيديلما أوكان، أخصائية اجتماعية متقاعدة ومحاضرة مهتمة بالآثار البيئية المحتملة للمنجم: "أكرس كل وقتي لهذه الحملة، وأشعر أنها مستقبلنا. فإن أشد ما أخشاه أن يسمم هذا المنجم المياه والهواء ويلوث الأرض، وفي النهاية سيؤثر سلبا على صحة السكان". مؤكدة أنها لن تقبل بوجود منجم من أي نوع في هذه المنطقة.
وتقول شركة "دالراديان غولد"، إنها وضعت تدابير وإجراءات عديدة لحماية البيئة، ووعدت بأن يعود المشروع بفوائد اقتصادية عظيمة على السكان. وعندما نشرت الشركة المخطط المقترح للمنجم عبر الإنترنت، اجتذب عشرات الآلاف من التعليقات أغلبها كان سلبيا، وتعتزم الحكومة فتح تحقيق عام لاتخاذ قرار بشأن مشروع المنجم.
في العام الماضي تراجع إنتاج الذهب عالميا بنسبة واحد في المئة، وهو أول تراجع منذ عقد، بحسب مجلس الذهب العالمي. ويرى بعض المحللين أن إنتاج الذهب قد بلغ ذروته، أي أن إنتاج الذهب سيأخذ في الانخفاض حتى يتوقف التنقيب عن الذهب كليا.

لكن على النقيض لا توجد أية مؤشرات لتباطؤ الطلب على الذهب.

ويقول مات ميلر، نائب رئيس أبحاث رأس المال بشركة البحوث والتحليلات المالية "سي إف آر أيه": "إن مقومات الاستثمار في الذهب الآن لم تكن أقوى قط مما هي عليه الآن".

وتشير تحليلات الشركة إلى أن نحو نصف الذهب في العالم، باستثناء المدفون تحت الأرض، يستخدم في تصنيع الجواهر. أما عن النصف الآخر، فتستحوذ البنوك المركزية على الربع، ويمتلك الربع الأخير المستثمرون في القطاع الخاص أو يستخدم في الصناعة.

وتجاوز سعر أوقية (أونصة) الذهب 2000 دولار هذا الصيف، ولا يزال يفوق 1900 دولار، في حين أن أوقية الذهب منذ عشرين عاما كانت تباع بأقل من ربع هذا الثمن.

ويعزو المحللون هذا الارتفاع الأخير بعد ظهور جائحة كورونا المستجد إلى تراجع أسعار العملات، بما فيها الدولار الأمريكي. ويقول المحللون إن الحكومات تقترض مبالغ ضخمة لتمويل خطط الاستجابة للجائحة وتطبع أموالا لسد العجز المالي، وهذا يعني أن قيمة العملات أصبحت أكثر تقلبا.

في حين أن الذهب يعد أحد الأصول المستقرة التي لا يوجد منها إلا كميات محدودة، ولهذا يرى المستثمرون أن الذهب جدير بالثقة.

بي بي سي

       

بحث