أكاد أجن..زوجتي أخبرتني قبل أن تُقبض روحها أن أحد أبنائي ليس من صلبي

سبت, 19/09/2020 - 14:01

غصة.. حرقة وكتلة هم وغمّ أطبقت على أنفاسي.. منعتني من التعايش مع هذا العالم المليء بالمكر والخداع.. 

بالزّيف والرياء.. فأينما أولي وجهي أرى الأقنعة متناثرة هنا وهناك سقطت عن الأوجه فلم يعد يهمني أن يظهر كل  الناس على غير حقيقتهم المألوفة بعدما تعرّضت لأكبر وأعظم وأبلغ خداع من طرف الذين حسبتهم رمزا للطهر والعفة فلم يكونوا كذلك ولم يكن لي أن أعرف العكس لولا اعترافهم بالجرم وعظيم الذنب الذي اقترفوه في حق أنفسهم، والأكثر من ذلك في حق الله، أما أنا فلن أحسب نفسي قد لحقني الضرر فحسب بل دمرني وأتى على مكان الثقة في كل شيء ليبيدها عن الآخر...

زوجتي الطاهرة صاحبة الابتسامة البريئة.... المرأة التي يضرب بها المثل في الرزانة لأنها رشيدة وحليمة والأكثر من ذلك حكيمة، زوجتي صاحبة الرأي السديد ذات السمعة الطيبة الحنون الودود زوجتي المطيعة الخدوم سهرت على راحة والدتي حتى وافاها الأجل وعملت على تمريض والدي مدة طويلة حتى توفي بين يديها داعيا الله عز وجل أن يسكنها روضة من رياض الجنة، زوجتي صاحبة الطبع الهادي والجمال الساحر المحتشمة ابنة الحسب والنسب، سليلة العلماء وشقيقة الدبلوماسين والمهندسين والاطباء.. زوجتي التي لم يمض يوم دون أن ألمح بين يديها الطاهرتين المصحف الشريف.. امرأة حياتي وقرة عيني ..إنها ملاكي الذي أصبح في النهاية شيطانا ماردا، لقد اعترفت لي وهي على فراش الموت وقبيل أن تُقبض الروح بأن واحدا من الأبناء ليس من صلبي.

إخواني القراء.. إن زوجتي لم يصبها أي مرض، لقد قدر الله وما شاء فعل..

 في مساء كنت برفقتها في غرفة النوم نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث، فإذا بها تشكو من آلام حادة غزت جوفها وسرعان ما انتشرت في أرجائه وفي دقائق معدودات تغيّر لون وجهها وبدا شاحبا ..جحظت عيناها وارتعدت فرائسها... إنه الموت جاء ليأخذها من دون رجعة، طلبت مني أن اسقيها ماءَ وقفت لأحضر القارورة فإذا بها تناديني وتقول يا فلان أرجو أن تسامحني لأني خدعتك مجبرة على أمري فأنجبت من غير صلبك لينتهي أمرها.

لن أحاول أن أضعكم في الصورة لأنها أبلغ من أي وصف ولكم أن تتصوروا حالتي, لقد شيّعتها إلى مثواها الأخير وعاد كل من الأبناء والبنات يمارسون حياتهم بشكل طبيعي يتذمرون لحظة ويبكون ساعة لكنهم في النهاية استسلموالللقضاء والقدر، أما أنا فأكاد أجن رغبة في معرفة السبب الذي جعل زوجتي تفعل ذلك متى ومع من؟،

 لا أرغب في معرفة أي الأبناء ليس من صلبي لأنه باب آخر من أبواب الجحيم سأفتحه على نفسي، يكفيني أني ربيت وسهرت وأنشأت الجميع على النهج القويم ,فذريتي صالحة، ومن يدري فلا شيء مضمون في هذه الدنيا ,اخواني  القراء هل لي أن أسامح زوجتي لأن المسامح كريم أم سيجعلني هذا الأمر الرجل الديوث أو شيئا من هذا القبيل، فشدة الصدمة أفقدتني الوعي والقدرة على التفكير، أرشدوني وارحموا ضعفي وهوان أمري.

 

عن/ النهار

       

بحث