بدوي أميّ يُلَحِّنُ عالما حافظا لكتاب الله في آية من القرآن(التفاصيل)

أربعاء, 01/07/2020 - 13:19

قد يُحْرم الله عز وجلَّ عبدا من عباده من نعمة العلم او المال أو الجاه لكنه يعوضه بنعمة أخرى , قد تكون

العقل أو القوة الجسدية , أو المهارة في عمل معين.

وفي هذا المجال نورد قصة غريبة وقعت بين أحد ابرز علماء اللغة والفقه والقرآن في زمانه  , هذه القصة جرت بين اللغوي والاديب المشهور الأصمعي الذي يعتبر من أعظم علماء اللغة العربية في التاريخ.

كان الأصمعي موجودا في مجلس كبير لأحد الخلفاء , وكان يتحدث عن موضوع معين فأحب الاستشهاد بآية من القرآن الكريم ,فقال 
:
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم)

فسأله بدوي أعرابي كان  موجودا في المجلس  : يا أصمعي كلام مَن هذا ؟؟

فرد الأصمعي : هذا كلام الله

فقال الأعرابي بثقة تامة : هذا ليس كلام الله

انتشر الغضب واللغط في المجلس وثار الناس على الأعرابي الذي ينكر آية واضحة في القرآن الكريم ,لكن الأصمعي ظل محتفظا بهدوئه وواثقا من نفسه ومن حفظه لكتاب الله , ثم سأله :
يا أعرابي هل أنت من حفظة القرآن ؟

قال الأعرابي : لا

ـ حسنا هل تحفظ سورة المائدة ؟
وهي السورة التي تنتمي إليها هذه الآية

كرر الاعرابي نفيه و قال : لا..بل لا أحفظ شيئا من القرآن فأنا كما تعلم رجل بدوي لا أعرف القراءة ولا الكتابة.
إذاً كيف حكمتَ بأن هذه الآية ليست من كلام الله ؟

كرر الاعرابي كلامه بثقة تامة وقال : هذه الآية يستحيل أن تكون من كلام الله.

وحسما للجدال , ومع ارتفاع اللغط ,قام رجل بإحضار المصحف لحسم الموقف.
فتح الأصمعي المصحف على سورة المائدة وهو يقول بنبرة الفوز :
هذه هي الآية يا أعرابي انظر اليها واقرأ , فقال أنا لا أعرف القراءة , لأني أمي لم أتعلم الكتابة ولا القراءة كما قلتُ لك ,فقال إذاً اسمع :

وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهِ }
﴿المائدة: ٣٨﴾

ثم توقف الاصمعي لحظة وقال : ...عفوا أيها السادة ,لقد أخطأتُ في نهاية الآية حيث قرأتُها (وَاللَّـهُ غفور رحيم)
 بينما هي : (والله عزيز حكيم).
أعجب الأصمعي بنباهة الأعرابي وفصاحته الفطرية حيث فطن إلى الخطأ بدون أن يكون من حَفَظة القرآن فسأله :
يا أعرابي كيف عرفت ؟

قال الاعرابي : يا أصمعي إن الله عز َّ فحَكَمَ فَقَطعَ , ولو غفرَ ورحِم لَما قطعَ.

لقد لاحظ الاعرابي بفطرته أن الآية تتحدث عن حكم شديد من أحكام الاسلام وهو قطع اليد للسارق درءا للمفاسد وتخويفا لغير السارق فليس من المعقول أن تنتهي الآية بكلمة غفور رحيم لأن هذا المكان ليس محل مغفرة بل محلَّ تطبيق للحد 
.

 

  

        

بحث